ولد بتونس في ٢٥ ديسمبر سنة ١٩٠٤ وتلقى تعليمه بجامع الزيتونة، وبالمدرسة الخلدونية، ولم يستكمل أمد الدراسة به، ثم سافر إلى بيروت، وتابع تعلمه بكلية القديس يوسف اليسوعية إلى أن تخرج منها، ثم رحل إلى المانيا وانتسب إلى جامعة هامبورغ بالمانيا، وأحرز منها على شهادة الدكتوراه في الآداب العربية في سنة ١٩٣٦، وأحرز من نفس الجامعة على شهادة ماجستير في العلوم الحديثة، وقد أحرز على هذه الرتبة العلمية بعد شهادة الدكتوراه، وباشر التدريس في الجامعة نفسها، ورجع إلى تونس في أعقاب الحرب العالمية الثانية حوالي عام ١٩٤٧، وقد أصيب بالصمم في عهد مبكر.
وكان يجيد - عدا العربية - الالمانية، والانكليزية، والفرنسية، ودرس التركية والفارسية، والعبرية، والسربانية، واليونانية، واللاتينية، وهو كاتب مفكر، ذو أسلوب نقدي طريف ينتبه إلى ما لا ينتبه إليه الغير من ملاحظات نقدية في استعمال قوالب العبارات الجاهزة المعروفة في كل الظروف والمناسبات، واشتغل في السنوات الأخيرة بالعادات والتقاليد، واللباس، واللغة العامية وإرجاع مفرداتها الدخيلة إلى أصولها من اللغات الأخرى، كما عني بجمع الأمثال الشعبية، ونشر فصولا كثيرة في هذه الأغراض بالصحف التونسية دلت على اطلاعه وجهده، وهو ما لم يسبقه به أحد من الكتاب التونسيين في مثل هذا الشمول وتعدد النواحي.