إقصائه عن العاصمة بأمر ظاهره الترقية وباطنه النفي عن مكان إشعاعه ونشاطه فسمته عاملا على سوسة سنة ١٣٢٧/ ١٩٠٩ وصعق الناس وذهلوا لهذه النقلة غير المنتظرة واعتراهم الأسف والحزن، وأقيمت له حفلة توديع بالجمعية الخلدونية.
وفي مدة ولايته عمل سوسة، سلك ما عهد فيه من الجدية والبساطة فاطرح ما كان عليه العمال قبله من الاغراق في الحجاب والأخذ بالرهبة، وإعاد على منظوريه كرامتهم وحرمتهم. وأقام عاملا بسوسة يحوطه الإجلال والاحترام كما هو شأنه فيما تقلد من مسئوليات إلى أن لبى داعي ربه في سنة ١٣٣٥/ ١٩١٧، وبكاه عارفو فضله ونبله.
له دروس جغرافية، طبعت بتونس مرتين في أواخر القرن الماضي.