محمد بن محمد الخضار الشريف التونسي، الفقيه الأديب الشاعر، القادري الطريقة وله صلة باتباعها خارج مدينة تونس، كأحمد الكيلاني المنزلي (نسبة إلى منزل بوزلفة) ومحمود السيالة الصفاقسي مدة إقامته بتونس الذي قال في رسالته الطبية «المنافع الحاضرة في النوازل الحادرة» بعد تحليته باسجاع وبيان صلته به: «فوجدته محققا لنوازل (قضايا) الطب، ومدركا لأحوال النبض والعصب».
قرأ بجامع الزيتونة، وتخرج على المشايخ: إبراهيم الرياحي، وحسن الشريف، والطاهر بن مسعود، ومحمد بن ملوكة، وغيرهم.
وفي «عنوان الأريب»، «وكان الشيخ أبو عبد الله محمد البحري قاضي الجماعة يستعين بعلمه وذكائه في معاناة النوازل مع غيره من النجباء، ثم بعده الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة، وكان كثيرا ما يبيت عنده، فإذا أظلم ما يعانيه من فهم عويص استعان بشعلة ذكائه أو بارقة من لوامع آرائه».
وقال ابن أبي الضياف في التنويه بأخلاقه وأدبه وعلمه:«وكان عالما فقيها، ذكيا، خيّرا عفيفا كريم النفس غرا كريما، وله في الرثاء المنازع الغريبة خطيبا من انشائه، فصيحا جهوري الصوت، وله في القاء المواعظ أسلوب تجتمع به القلوب، بعيدا عن التصنع شبيها بالزهاد، حسن المحاضرة، حلو الدعابة ما نقصه ذلك ولا عابه، ما شئت من إيناس يسري في الأرواح، ومذاكرة اشهى من العذب القراح».