محمد بن أحمد بورقعة، الأديب، والكاتب المسرحي، المؤرخ، ولد بتوزر في ١٥ افريل سنة ١٩٠٦، ونشأ بها، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عربية فرنسية، ثم انتقل إلى تونس صحبة شقيقه الأكبر منه سنا الأستاذ إبراهيم المحامي المتقاعد الآن، فالتحق بجامع الزيتونة وتابع دروس المدرسة العليا للآداب العربية بالعطارين، ولم يستوف بالمعهدين مدة الدراسة المقررة، ثم انتقل إلى السكنى بصفاقس صحبة شقيقه الأستاذ إبراهيم الذي باشر خطة وكيل بالمحاكم التونسية، واشتغل كاتبا في مكتب أخيه إلى أن بارحه بعد سنوات عديدة لخلاف وقع بينهما، وانقطع الكلام بينهما سنوات طويلة إلى أن اجتمعا في مأتم والدهما بتوزر، وزال ما بينهما من مقاطعة، وانتقلت معهما والدتهما إلى صفاقس لخلاف بينها وبين زوجها في مداواة طبيب لمرض بعينيها.
كان عصاميا في تكوينه الأدبي والعلمي، دائبا على المطالعة والبحث.
كان وهو تلميذ بالزيتونة يطالع بمكتبة المدرسة الخلدونية ما فيها من مجلدات المجلة الآسيوية الفرنسية.
وكان كاتبا غزير الانتاج، وشاعرا مقلا، وناظما للأدب الشعبي الملحون، وله فيه قطع جيدة أذاعت بعضها الاذاعة التونسية. وكان يملك صبرا عجيبا ودأبا متواصلا على المطالعة والكتابة والبحث لا يعرف كللا ولا فتورا، ولا يساوره ملل ولا سأم منذ ريّق شبابه وعنفوان فتوته إلى أن اشرف على اعتاب الشيخوخة، ولم ينقطع عن هذا العمل المضني إلا في مدة المرض القصير الذي أودى بحياته، وفي الفترات التي تشتد فيها وطأة المرض، وتخف فيها سيطرة العقل الواعي على العقل الباطن، كان يهذي