عمر ابن الشيخ قاسم المحجوب الشريف المساكني ثم التونسي، الفقيه الأديب. أخذ عن والده الفقيه المحقق الحافظ، وحمودة بن عبد العزيز، ومحمد الغرياني، وغيرهم.
برع في المعقول والمنقول والأدب، وتصدر للتدريس، وانتفع به جماعة كإبراهيم الرياحي. الذي كان يطيل الثناء عليه، وإسماعيل التميمي، وغيرهما، وتقدم إماما ثالثا بجامع الزيتونة مع الشيخ الطويبي، ثم تقدم لخطة القضاء، ومع ذلك يكتب للباي ما يحتاجه في مهمات الإنشاء، وخطاب الملوك، إذ لم يكن - يومئذ - كاتب بارع سواه، ولما توجه الشيخ إبراهيم الرياحي للسلطنة الشريفية بالمغرب الأقصى سفيرا عن الباي حمودة باشا في طلب الميرة طلب منه الباي أن يكتب على لسان الحال لصاحبه الشيخ ابن شقرون من أعيان الدولة.
وكان بينه وبين الوزير أبي المحاسن يوسف صاحب الطابع مودة وثيقة يشاكيه ما يلاقيه من العزوبية، فاقتضى نظر المترجم إنشاء خطبة بليغة ذكر فيها وعيد العضل وغير ذلك مما ينادي بلسان الحال على الباي حمودة باشا بسوء ما ارتكب من منع بطانته من التزوج إيثارا لمصلحته على مصلحتهم وعلى المصلحة العامة، ومباهاة الرسول صلّى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة، فحرك ذلك غضب الباي، وكاد يقوم قبل الصلاة لولا أناة فيه قيدت طبيعته الغضبية، فأسرّها في نفسه، وتأخر عن خطة القضاء في صفر /١٢٢١ أفريل - ماي ١٨٠٦ لتوالي الأمراض عليه منعته من مباشرة أعماله.
توفي يوم الخميس في محرم ١٩/ أفريل بجبل المنار، ودفن بتربة