فقرات مقفاة موزونة باستخدام المحسنات البديعة من جناس وسجع، ونزوع إلى الاقتباس وتضمين الأمثال السائرة، ونثر الأبيات الشعرية حسب الطريقة المتّبعة لدى كتّاب عصره شرقا وغربا، وبالرغم من هذه القيود اللفظية فإنه استطاع أن يبرز معانيه وأغراضه في صور بيانية واضحة التقاسيم والملامح، وله حاسّة فنية يقظة تلتقط من المشاهد المتعددة أبرز الصور التي تسترعي النظر وتجلب الانتباه فيصوغها في وصف دقيق بريشة فنان يحسن المزاوجة بين الأصباغ والألوان لتخرج الصورة نابضة بالحركة والحياة، وقد وصف خروج الأعراب للقتال مصحوبين بنسائهم وأطفالهم وإبلهم، وصوّر مشهد الفوضى والاختلاط عند انهزامهم وسهولة الإجهاز عليهم وسط هذا الركام من الناس والأنعام، وهي ظاهرة احتفظت بها القبائل العربية بتونس إلى العصور المتأخرة وسجّلها الملاحظون الأجانب إبان الاحتلال الإسباني لتونس.
ولا تخلو الرسالة من معلومات تاريخية مفيدة كأسماء القبائل الموالية للموحدين أو الموالية للميورقي وإيراد تفاصيل دقيقة للأحداث.
[المصادر والمراجع]
- الأدلة البيّنة النورانية لابن الشماع تحقيق عثمان الكعاك (تونس ١٩٣٦) ص ٤٠ مع تعليق محقّق الكتاب، إعتاب الكتاب لابن الأبّار تحقيق د/صالح الأشتر (دمشق ١٣٨٠/ ١٩٦١) ص ٢٣٥ - ٢٤٩، دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام بن سودة (تطوان ١٣٦٩/ ١٩٥٠) ص ١٦٢ (وتحرّف فيه إلى ابن نجيل)، رحلة التجاني ١٠٨ - ١٤٧، الغضون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة لابن سعيد الأندلسي تحقيق إبراهيم الابيارى ص ٩٨ - تعليق (٢)(محرّفا إلى ابن نجيل)، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) ١/ ١٧ تعليق رقم ٢٤ - ٢/ ٣٨٥.