وهو تحريف من الناسخ أو الطابع)، ونقل عنه ابن سعيد الأندلسي في كتابه «الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة»، ويظهر من النصوص التي نقلها عنه التونسيون أنه تحدّث في تاريخه عن أمراء الطوائف في عهد انحلال الدولة الزيرية الصنهاجية كأمراء بني جامع بقابس، وبني الرند بقفصة والجريد، وعن الدولة الموحدية وزعيمها المهدي بن تومرت، وعن ظهورها، وخلفائها إلى عصره، وعن الأحداث الواقعة بتونس عند ما كانت تابعة للسلطنة الموحدية كمحاولة رجوع بني الرند إلى حكم قفصة والجريد، وثورة بني غانية الذي ذكر تفاصيلها بكثير من الدقة والإسهاب، ووصل بتاريخه إلى عهد مخدومه الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص، ويفهم من نقل ابن سعيد عنه في «الغصون اليانعة» أنه ترجم للأعلام والأدباء، وله عناية بالأنساب، وعنه نقل المؤرخون الذين جاءوا بعده نسب المهدي بن تومرت ونسب بني أبي حفص، وأورد في تاريخه بعض النصوص الأدبية المتعلقة بالأحداث كقصيدة عبد البرّ بن فرسان في إحدى انتصارات يحيى بن إسحاق الميورقي، وحلّى كتابه ببعض الحكايات التي تكشف عن أخلاق وصفات الذين ترجم لهم مثل الحكاية التي نقلها عنه الكثير من المؤرخين في جودة فهم وذكاء أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص.
وذكر التجاني في «رحلته» أن لابن نخيل تاريخا لإفريقية وتونس، ولعلّه الكتاب السابق الذكر، وتصرف التجاني في اسمه وموضوعه وقد احتفظ لنا ابن الأبّار بمناسبة انتصار الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص على الثائر يحيى بن إسحاق الميورقي في واقعة شبرو في منتصف صفر سنة ٦٠٤/ ١٢٠٨ برسالة من إنشاء ابن نخيل، وبرسالة ثانية بمناسبة انتصاره على الثائر يحيى الميورقي في واقعة منهل وادي موسى من سفح جبل نفوسة بليبيا سنة ٦٠٦/ ١٢١٠، وفي الرسالتين يتجلى نثره الفني بخصائصه من ميل إلى تقسيم الكلام إلى