«وبلغ ابن نخيل ما ليس عليه من مزيد الارتفاع المشيد غلب على مشرفه بالاصطناع غلبة جعفر على الرشيد، فنهى وأمر آمنا من التعقيب، وأورد وأصدر نائما عن التثريب، وقد فوّض إليه في كافة الأمور، وقطرت عليه قصص الخاصة والجمهور إلى أن كثب بالمعايات المحضة، وقذف باحتجان ما يخرج من الحسبان من الذهب والفضة، وما أثّرت في انتقاص ثروته ولا اعترف على انتقاص حظوته، بل صمم عنها المجد الصميم صمما وعمّ المنتسبين إليه والمتجنبين إليه قبضا وقمما».
ولكن الحظ لم يبسم طويلا لابن نخيل بعد وفاة مخدومه ووليّ نعمته الشيخ عبد الواحد بن أبي حفص سنة ٦١٨/ ١٢٢٢ الذي تولى مكانه ابنه عبد الرحمن الذي عزل بعد ثلاثة أشهر من ولايته وغوّض بالسيد أبي العلاء إدريس بن يوسف بن عبد المؤمن الذي وصل إلى تونس في ذي القعدة سنة ٦١٨/ ١٢٢٢، وبعد شهر من وصوله قبض على ابن نخيل وعلى أخويه أبي بكر ويحيى، وصادر أموالهم من منقول وعقار، ثم قتل ابن نخيل وأخاه يحيى لشهر من اعتقالهما بعد فرار أولهما من السجن وإعادة اعتقاله، ونقل أخاهما أبا بكر إلى مطبق المهدية.
ومن أسباب نكبة ابن نخيل أنه في أيام الإقبال بدرت منه فلتات لسانية وخطية في حق الخليفة الموحدي يوسف المنتصر ابن الناصر فأذن هذا قريبه السيد أبا العلاء إدريس بالتنكيل به ومصادرة أمواله.
ألّف ابن نخيل في التاريخ كتابا سمّاه تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية (دليل مؤرخ المغرب الأقصى) لم يصل إلينا وإنما نقل عنه المؤرخون التونسيون فقرات في تآليفهم كالتجاني في رحلته، وابن خلدون، والزركشي وابن أبي دينار ومقديش (واسمه عندهما ابن بخيل