محمد السيالة الصفاقسي الأصل، الملقب بالحكيم، المؤرخ الشاعر، المشارك في الطب والطبيعيات والرياضيات.
ولد بتونس، وبها تلقى تعليمه بجامع الزيتونة، فأخذ من أعلام عصره كالمشايخ حمودة بن عبد العزيز، وصالح الكواش، ومحمد الشحمي، ومحمد بن قاسم المحجوب وهو الذي لقبه بالحكيم لما رأى من ولوعه بالطب والرياضيات.
وبعد تخرجه تصدى للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أقبل على الوظائف الحكومية، فسافر في مهمة سياسية مع الوزير محمد خوجة إلى لندن وغيرها من بلدان أوروبا، وهذبه السفر وحنكته التجربة، فكان يتحدث عن البلدان الأوربية والعقلاء يعتبرون والاغبياء يكذبون كما قال الشيخ أحمد بن أبي الضياف.
وكان يجالس الأمير حسين باي الثاني، ويسامره فيستفيد من مسامرته ومحاضرته، وأولاه مشيخة مدرسة باردو، ثم سامر المشير الأول أحمد باشا باي واستفاد منه.
قال المؤرخ ابن أبي الضياف في وصفه:«وكان - رحمه الله عالما شاعرا خيّرا فاضلا، حلو المحاضرة، حسن المعاشرة، نزيه النفس، بعيدا عن الفضول، أصيل المروءة، نقي العرض، غاض الطرف عن عيوب الناس، جاريا في ميادين الخير، ممن سلم الناس من يده ولسانه».