له الشيخ الريكلي:«حكم سعادة وطابع الباشا، والريكلي لا يقتحم جهنم» فصار قوله مثلا لكل أمر يبنى بين اثنين على غير أساس.
وأنكر علي باشا ذلك وعذل ابنه وأمر القاضي أن يحكم بالراجح الجاري به العمل.
ومن أخبار علي باشا مع الشيخ سعادة المفتي أنه عزله بالمجلس من الفتوى فقام منصرفا ولما شارف باب البيت استرجعه فعزله من مشيخة التدريس، ولما ولى استرجعه فعزله من خطة أخرى فقال له: نسيت خطة لم تعزلني منها وهي أعز الخطط علي».
- فقال له: وما هي؟
فقال له:«أن تنزع ما بقلبي من العلم إن قدرت».
- فاسترجع وقال له:«قاتلك الله اجلس وأنت على سائر خططك التي نقدر على نزعها والتي لا نقدر» قال العياضي في تحليته في «مفاتيح النصر»: حاز في العلوم المعقولة والمنقولة قصب السبق فكأنه في أفق تلك العلوم لمع البرق، هذا هو في هذا القطر لسان الأدب، وراوية شعر العرب، علامة الاعلام، مبدع النثر والنظام، واسع الدائرة في الكلام، عالم علامة، وحبر فهامة، على غصن لسانه تصدح بلابل التحقيق، على هامة بنائه تخفق رايات التدقيق، له شعر يعبث بالنسيم، ونثر يزدري بالدر النظيم لا يخلو شعره من المعاني المبتدعة، وكأنما شعره جواهر مرصعة ... ».
[مؤلفاته]
(١) تحفة المعتبر من كل حاج ومعتمر، وهو نظم بديع لمناسك الحج، قال عنه العياضي:«لم ينظم على منواله، ولا سمحت قريحة بمثاله».
(٢) تنوير المسالك في شرح نهج المسالك إلى ألفية ابن مالك وهو حاشية