محمد بن علي بن فضال بن علي بن غالب بن جابر المشاجعي التميمي الفرزدقي القيرواني من ذرية الفرزدق الشاعر، أبو الحسن، الإمام في اللغة والنحو والتفسير والسير، المؤرخ الشاعر ولد بهجر وطوف في الأرض، وأقام بغزنة مدة وصادف بها قبولا ورجع إلى العراق، وأقرأ ببغداد مدة اللغة والنحو، وحدث عن جماعة من شيوخ المغرب، قال هبة الله السقطي: كتبت عنه أحاديث فعرضتها على بعض المحدثين فأنكرها وقال: أسانيدها مركبة على متون موضوعة، فاجتمع به جماعة من المحدثين، وأنكروا عليه فاعتذر وقال: وهمت فيها.
قال عبد الغافر الفارسي:«ورد ابن فضال نيسابور فاجتمعت به فوجدته بحرا في علمه ما علمت في البلديين ولا في الغرباء مثله، وكان حنبليا يقع في كل شافعي».
رحل إلى العراق، ولقي نظام الملك، وحظي عنده، وقال ياقوت الحموي في ترجمته:«هجر مسقط رأسه ورفض مألوف نفسه، وطفق يدوّخ بسيط الأرض ذات الطول والعرض، يشرق مرة ويغرب أخرى، ويركب القفار ويأوي إلى ظل الأمصار برهة، حتى ألّم بغزنة، فألقى عصاه، ودرت له أخلافها فلقي وجه الأماني، وصنف عدة تصانيف بأسامي أكابر غزنة سارت في البلاد، ثم عاد إلى العراق وانخرط في سلك خدمة نظام الملك مع أفاضل العراق، ولم تطل أيامه حتى نزل به حمامه».