الترجيح كما أخبر عن نفسه ولم ينكره معاصروه عليه، وله باع طويل في التاريخ إذا تكلم في دولة وكأنه من رجالها. ولد ببلدة منزل تميم، وفيها أخذ عن الصوفي أحمد سليمان الذي أمره بالرحلة إلى تونس لطلب العلم فامتثل أمره وقدم إلى تونس، وأخذ عن أعلامها كالشيخ صالح الكوّاش، وانتفع به وأجازه، والشيخ عمر المحجوب وأجازه بما في فهرس الشيخ محمد الغرياني، كما أخذ عن الشيخ محمد الشحمي، وغيرهم.
وأخذ عنه الشيخ إبراهيم الرياحي، ومحمد البحري بن عبد الستار، وصالح الغنوشي السوسي، وشيخ الإسلام محمد بن أحمد بن الخوجة، وأحمد بن أبي الضياف، وآخرون.
درس بجامع الزبتونة، واحترف صناعة التوثيق، وكان الوزير الكاتب حمودة بن عبد العزيز يأتي إلى المحل الذي يباشر فيه التوثيق ولعا بمحاضرته.
وتقلب بين خطتي القضاء والفتوى، فتقلد خطة القضاء في صفر ١٢٢١/ ١٨٠٦ على عهد حمودة باشا، ثم قدمه محمود باشا لخطة الفتوى في ٢ ربيع الثاني ١٢٣٠/ ١٨١٥، ثم أعاده لخطة القضاء ثم أعاده لخطّة الفتوى يوم عيد النحر سنة ١٢٤٣/ ١٨٢٨، ثم تولى مشيخة المدرسة الأندلسية سيدي العجم سنة ١٢٣٨.
وفي يوم الأحد ٢١ ذي القعدة ١٢٣٥/ ٢٠ أوت ١٨٢٠ - وهو إذ ذاك قاضي المالكية - نفاه محمد باي إلى ماطر لأن بعض الوشاة نقل عنه أنه استخرج من جفر قرب زوال دولة هذا الباي، وأنه يطعن في تصرفات الدولة غير الموافقة للشرع، وأمر بسجن بعض أتباعه وهم أفضل الناس، وأطلق سراحهم بعد ثلاثة أيام، ثم إن محمود باي ندم على ما بدر منه فأمر بإرجاعه من منفاه في ١٨ ذي الحجة ٢٦ سبتمبر من نفس السنة، فرجع إلى تونس وأقبل محبّوه وتلاميذه على الأخذ عنه بمنزله، وفي رجب ١٢٣٩ مارس ١٨٢٤ أرجعه محمود باي لخطة الفتوى. توفي في ١٥ جمادي الأولى ١٠/ أكتوبر.
[مؤلفاته]
١ - تقييد فيمن تولى الامامة والخطابة بجامع الزيتونة من عهد الإمام ابن عرفة إلى عصره على ترتيب الوجود مع بيان تاريخ وفاة من علم وفاته، أورده ابن أبي الضياف في تاريخه إتحاف أهل الزمان في ج ٧ من ص ٦١ إلى ص ٦٧.
٢ - رسالة في الخلو عند المصريين والمغاربة، والمقدمة في الخلو، ويقع على ثلاثة أوجه تكلم فيها على معنى الخلو في عرف التونسيين والمصريين، ومسألة المفتاح، ولم يتمها، توجد ضمن مجموعة رسائل في المكتبة الوطنية بتونس.