وبعد تخرجه انتصب للتدريس بجامع الزيتونة، وتخرج به جماعة كسالم بو حاجب، والطاهر النيفر، وعمر بن الشيخ، ومحمد مخلوف، ومحمد النجار، وغيرهم. ودرس بالمدرسة الحسينية الكبرى.
وكان يعقد حلقات ذكر وتذكير بالخلوة الشاذلية بمسجد سوق البلاط، وانتخب مدرسا ومشرفا على تربية المهيئين لقيادة الجيش التونسي، وكان له أثر عميق في تكوينهم الديني والنفسي.
تولى قضاء باردو، ثم الافتاء بالحاضرة سنة ١٢٧٧/ ١٨٦٠ ثم رئاسة الفتوى سنة ١٢٩٠/ ١٨٧٦، ورئاسة المجلس الشرعي المالكي. واختلفت الأنظار في تطبيق النصوص على القضايا بينه وبين المفتي الشيخ محمد الشاهد، والقاضي الشيخ محمد الطاهر النيفر. فكان هذا الاختلاف داعيا لتحرير رسائل وتقارير هي من أنفس الآثار الفقهية.
وقد كان لهذه المنازعات العلمية أثر في استحكام الخلاف بين رجال المجلس المالكي ومدعاة تعطيل وقال وقيل مما دعته نفسه الأبية إلى الاستعفاء من منصب رئاسة الفتوى فقدم استقالته سنة ١٣٠٢/ ١٨٨٤ م، فرجع إلى التدريس بجامع الزيتونة إلى أن فارق الحياة.
[تآليفه]
١) رسائل فقهية ذكر فيها حكم اعطاء اراضي الوقف المشجرة على وجه الانزال، توجد ضمن مجموعة من الرسائل الفقهية ترتيبها السادسة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية).
٢) فتاوى.
[المراجع]
- برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) ٤/ ٣٦٥ - ٣٦٦، تراجم الأعلام ٧١ - ٧٧، شجرة النور الزكية ٤١٤.