محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار، شاعر السياسة والوطنية، الملقب بأمير الشعراء.
جده هو الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار، أصله من قرية يونانية قرب سافس، جلب إلى تونس وسنه دون العشر سنوات، وتربى بقصر المشير الأول أحمد باشا باي، ووالده أمير الأمراء محمد المنجي الابن الثاني لمصطفى خزنه دار. درس العلوم الحربية في إحدى كليات باريس، وتخرج منها سنة ١٢٤٨/ ١٨٣٦.
ولد بقصر جده قرب الكرم، وتسميته «محمد الشاذلي» تدل على ما كان يسود اسرته من تعلق بالأولياء، وانتساب إلى الطرق الصوفية، وخاصة الطريقة الشاذلية، وكانت والدته متعلمة تقرأ القرآن وتحفظ الأشعار، وتطالع القصص كقصة «رأس الغول» والمرأة المتعلمة من شواذ ذلك العصر لشيوع جهالة النساء فيه ولعلها أثّرت عليه في التوجه نحو الأدب والمطالعة. اعتنى والده بتربيته فلما بلغ سن التعلم جلب له مؤدبين خاصين لتعلم القرآن على عادة الكبراء والأعيان في ذلك الوقت في تعليم ابنائهم في منازلهم لا في المدارس، وبعد أن استظهر نصيبا من القرآن تلقى مبادئ العلوم العربية على الشيخ عثمان بن المكي التوزري، والشيخ علي الساسي نزيل سطيف بالجزائر، وفي سنة ١٣١٤/ ١٨٩٦ أخذ في التلقي على الشيخ الطيب بوشناق، وقرأ عليه مدة سبع سنوات، ومن جملة ما قرأ عليه علم العروض والقوافي فامتلأ منه وطابه حتى صار فيه الاختصاصي الفذ، ودخل جامع الزيتونة سنة ١٣١٠/ ١٨٩٣، ولم يكن غرضه الإحراز على شهادته العلمية، واجتياز الامتحانات بل كان غرضه اشباع