المدينة وأثناء المحادثة استعمل علي الخماسي بعض العبارات الفرنسية فأجابه مصطفى النحاس باشا: بأن ذلك لا يليق بين عربيين لغتهما العربية.
فأثرت كلمات النحاس في نفسه وفكر في تأسيس «مدرسة قرآنية» مساهمة في الحفاظ على العربية من التلاشي والاندثار».
ولما تقدمت به السن وأدركه العجز تخلى عن ادارة هذه المدرسة في موفى عام ١٩٤٧ وكان له اهتمام بالرياضيات، والجغرافيا والتاريخ، ورسم الخرائط التي ترك منها الشيء الكثير.
وإلى جانب اهتمامه بالتعليم والنشاط الثقافي فإنه كان من مؤسسي الجمعية الخيرية الإسلامية ببنزرت سنة ١٩٠٧، وفي أيام الحرب العالمية الثانية قام بجولات في قرى بنزرت وضواحيها للاتصال بالعائلات المنكوبة.
كما ساهم في تأسيس فروع الجمعية الخيرية بولاية بنزرت، وكان من بين المؤسسين لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت سنة ١٩٢٣، وبقي سنوات ضمن هيأتها المديرة، كما كان من جملة المؤسسين لجامع منزل بورقيبة، وجمعية قدماء المكتب العربي الفرنسي، وفرع قدماء المدرسة الفلاحية بسمنجة، وأبلى بلاء حسنا في تأسيس مصيدة غار الملح، ونشر في سبيل ذلك المقالات العديدة حتى نجحت مساعيه وجهوده، كما قام بحملات توعية بغار الملح وبنزرت لمحاربة المخدرات وندد بالتكروري في مقالاته الكثيرة التي نشرها بجريدتي الزهرة والديبيش الفرنسية كما نشر في الزهرة مقالات كثيرة في سنة ١٩٦٢ عن الطفولة المشردة، توفي ببنزرت في ١٧ جانفي ١٩٦٧.
[مؤلفاته]
١) بنزرت ودورها في تاريخ البلاد التونسية، في ١٨٠ ص الفه عام ١٩٣٦، تناول فيه تاريخ بنزرت من العصر الفينيقي إلى العهد الحسيني، واعتمد على أمهات المراجع العربية والفرنسية (مخطوط).