محمد قويسم (بالقاف المعقودة) بن علي التونسي، أبو عبد الله، الفقيه الأديب المشارك في علوم، وله شعر.
ولد بتونس، ونشأ في طلب العلم، فأخذ عن أعلامها. وقد ترجم في آخر كتابه «سمط اللئال» لطائفة من شيوخه، فمنهم عاشور بن قاسم القسنطيني (لم يذكره في كتابه) أخذ عنه الحديث والعروض، والأدب، وعلي بن عبد الرحمن النعاس التاجوري أخذ عنه مختصر خليل، ومحمد بن أحمد براو الربعي البوسعيدي الجزائري، أخذ عنه كتاب «الشفا» للقاضي عياض، والمفتي محمد بن مصطفى الحنفي العارف بمذهب مالك الذي تلقاه عن شيوخ الأزهر قبل رجوعه إلى تونس، أخذ عنه النحو، والكلام، وذاكره في العلوم الرياضية، ومن شيوخه محمد بن أبي الفضل اللبني أخذ عنه أصول الفقه، ومصطلح الحديث، ومنهم أبو الربيع الأندلسي، وغيرهم. وبهم تخرج، وبرع في اللغة والنحو والتراجم، والتاريخ، والعلوم المتداولة في عصره، تصدر للتدريس بجامع أبي محمد الحفصي بربض باب السويقة، وكان إماما يصلي به الخمس، وتخرّج به كثير من العلماء ويبدو أنه كان يقوم بوظيفة التدريس بين العامة مجانا أو بمرتب ضئيل لا يضمن كفاف العيش، لذلك كان في أوقات فراغه يحترف بيع الرياحين والزهور بدكان بباب السويقة.
وعند ما بنى الأمير محمد باي المرادي جامعه أمام زاوية سيدي محرز بن خلف جعل فيه درسا لرواية صحيح البخاري ومسلم وبقية الصحاح، والشفا، رواية ودراية، وأولى صاحب الترجمة القيام بهذه المهمة، وعين له مرتبا شهريا،