للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٤ - الشريف ( ... - ١٠٥٥ هـ‍) ( ... - ١٦٤٥ م)

أحمد الشريف الأندلسي الأصل، نزيل تونس، الحنفي المذهب، الصوفي المشرب، الجامع بين المعقول والمنقول، المحقق للفروع والأصول.

بارح وطنه الأندلس عند جلاء سكانها المسلمين منها لتغلب الملوك المسيحيين الإسبان، ورحل إلى تركيا، واستقر مدة ببلاد البوشناق وتفقه على علمائها، ثم انتقل إلى بروسا فأخذ عن علمائها، وكان رفيقه في الطلب هناك يحيى أفندي شيخ الإسلام فيما بعد في أيام السلطان مراد فاتح بغداد.

ولما بلغه استقرار قرابته بتونس الذين أجلتهم نكبة الأندلس توجه إلى تونس فدخلها بعلم كثير وبث فيها علما جما وبث فيها الفقه الحنفي، فأخذه عنه جماعة أعظمهم شأنا الشيخ مصطفى ابن عبد الكريم. وتولى التدريس بالمدرسة الشماعية (١) وهو أول مدرس حنفي بها، وتولى الفتوى بعد عزل أحمد الشريف أيام الداي أحمد خوجة (٢) (المتولي سنة ١٠٥٠/ ١٦٣٨).

وقد كان السلطان مراد طلب من شيخ الإسلام يحيى أفندي أن يختار له فقيها يتخذه إماما ومعلما فذكر له صاحب الترجمة لسابق ما بينهما من الصحبة أيام القراءة، وعرف السلطان أنه بتونس، فخرج الفرمان، وعين


(١) سميت بذلك نسبة لسوق الشماعين الذي كان حولها في أوائل الدولة الحفصية، ثم صار سوق السبايطيين في الدولة المرادية، واسمه اليوم سوق البلغاجية وهي من حسنات الأمير أبي زكرياء يحيى ابن الشيخ أبي محمد عبد الله بن أبي حفص، وذلك سنة ٦٣٣ هـ‍ في الوقت الذي أتم بناء صومعة جامع القصبة.
(٢) محمد بن الخوجة: تاريخ معالم التوحيد ص ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>