للحرية الحمراء وبعد الانتهاء من الخطاب التف حوله جمع غفير من الطلبة الجزائريين مهنئين فخورين بينما تعلق به جمع من الشبان التونسيين، والنتيجة السريعة لهذا الخطاب الثوري الملتهب أن اتخذت الإقامة العامة الفرنسية قرارا بإبعاده عن البلاد التونسية، وعدم السماح له بدخولها فيما بعد.
ولما قامت الثورة الجزائرية كان محل ثقة منها وأوفدته إلى القاهرة - كما سبق - وعند تأسيس الحكومة المؤقتة الأولى سمي وزيرا للشئون الثقافية وبعد الاستقلال سمي سفيرا بمصر، ثم وزيرا للأوقاف.
وبالجملة فهو من أفذاذ رجال المغرب العربي نضالا وعملا سياسيا، وفكرا وإنتاجا ونشاطا خارقا لا يعرف اليأس ولا الكلل.
توفي - رحمه الله - بمدينة الجزائر يوم الثلاثاء في ١٢ محرم ١٤٠٤/ ١٨ أكتوبر ١٩٨٣ وقرأت نبأ وفاته في جريدة «الصباح» فقلت: هذا رجل عظيم انتهى خبره، وطوي بساطه، غفر الله له وأجزل ثوابه، وأسكنه فراديس الجنان.
[مؤلفاته]
١ - تقويم المنصور، كتاب يشتمل على أبواب شتى في العلوم والفنون والآداب والسياسة والتاريخ والجغرافيا طبع بتونس سنة ١٩٢٢ ثم أتبعه بتقاويم أخرى سنة ١٩٢٣ و ١٩٢٤ و ١٩٢٥ والجزء الرابع صدر بالجزائر سنة ١٩٢٦، وما كاد الكتاب يوزع بالمكتبات حتى صدر قرار من الوالي العام موريس فيوليت مؤرخا بيوم ٨ فيفري ١٩٢٦ يقتضي تحجير تداول الكتاب، وحجز ما يوجد منه في المكتبات كذلك أصدرت الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب الأقصى أمرها بالتحجير على الكتاب، وحجز ما يوجد منه في المكتبات، أما في تونس فقد وزع الكتاب على المشتركين بواسطة البريد ولم يوزع على