محمد بن أبي الفضل خروف التونسي، نزيل فاس، وشيخ الجماعة فيها، كان عالما بأصول الفقه، والكلام، والبيان، والمنطق، أخذ بتونس عن المفتي الخطيب حسن الزنديوي، ومحمد ماغوش، والفقيه البياني القاضي أحمد سليطن، والفقيه الشريف بن علي، وغيرهم، رحل إلى المشرق، وأخذ عن جماعة ككمال الدين الطويل، وابن فهد، ومحمد الحطاب، وبمصر الطبلاوي، والشمس والناصر اللقانيين، ولقي بفاس عبد الرحمن سقين، وعلي بن هارون، وعبد الواحد الونشريسي، وعبد الوهاب الزقاق ومحمد الستيتني، وغيرهم، وأخذ عنه اعلام من أهل تونس وفاس منهم الحميدي، وسعيد المقري، والقصار، والمنجور، وانتفعا به، وأبو المحاسن يوسف الفاسي، والقاضي الوطاسي ..
امتحن بالأسر فاستنقذه منه أبو العباس أحمد المريني آخر ملوكهم بواسطة أبي عبد الله محمد الستيتني لمكاتبة جرت بينهما، وكان يكتب للمريني معتق إيالتكم فلان.
قدم فاس من أرض اسبانيا بعد فكاكه من الأسر في سنة ٩٤٧/ ١٥٣٦، قدم به آسره الاسباني ختن المركيز صاحب غرناطة، وهو من علمائهم طالبا أن يقرئه النحو كشأنه في أرضهم فإنه كان يقرأ عليه هناك «المفصل» للزمخشري ليتوصل الآسر المذكور إلى فهم القرآن، فإنه كان ينظر فيه، ويتطلب فهمه، ويفهم النحو بعض الفهم، فافتى سقين بالمنع من ذلك، بعد أن كان أسيره يعده بذلك، ولذا قدم معه، وتصدى للتدريس بفاس، ونشر بها العلوم العقلية، في «خلاصة الاثر» عند ترجمة الشيخ القصار «كان سوق المعقول كاسدا بفاس فضلا عن سائر اقطار المغرب