أبو القاسم ابن الشيخ محمد بن أبي القاسم الشابي، الاديب الشاعر المجدد، ذو النزعة الرومانسية الواسع الخيال في لغة صافية مشرقة.
ولد بحي الشابية بتوزر في محرم/فيفرى، وهو أكبر أبناء أبيه الذي كان يشغل خطة قاض شرعي، وتنقل معه في أطراف البلاد، وبعد اتمامه مرحلة التعليم الابتدائي، قدم العاصمة لطلب العلم بجامع الزيتونة.
وأقبل بنهم على مطالعة كتب الادب، ومطالعة النشريات الادبية الحديثة الصادرة بالمشرق والمغرب.
وظهرت عبقريته الشعرية وهو ما زال طالبا لم يبارح مقاعد الدرس، فنشرت له الصحف التونسية انتاجه الشعري، الذي أحدث دويا في الأوساط لنغمته الجديدة المبتكرة، ولفت إليه الأنظار، كما نشرت له مجلة «أبولو» المصرية مجموعة من شعره.
وفي سنة ١٩٢٨ نشر كتاب «الخيال الشعري عند العرب» وأصله محاضرة كان ألقاها بتونس، فأثار الكتاب ضجة لما فيه من آراء لم يتعود القراء على مطالعة مثلها، ويتبين منه سعة اطلاعه على الادب العربي، ومعرفته بأصول الأدب الأوروبي رغما عن عدم اتقانه لاية لغة أجنبية، وفيه من الآراء الجديدة الطريفة والجسورة أيضا. والكثير منها لا يثبت أمام الفحص والامتحان، وعذره في ذلك أنه شاب في مطلع شبابه لم يستوف عدة الاطلاع ولم يكمل نضج تفكيره.
وفي سنة ١٩٢٩ مات والده، فتأثر تأثرا كبيرا لمحبته فيه، وغادر