للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المرجع]

- أمدني بهذه الترجمة مشكورا الصديق العزيز شاعر صفاقس الأستاذ محمد الشعبوني بارك الله في أنفاسه الطيبة.

* * *

٧٧ - التّريكي (٨٢٩ - ٨٩٤ هـ‍) (١٤١٧ - ١٤٨٩ م)

محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد البيدموري التركي التونسي، ويقال له التريكي بالتصغير، الفقيه الأصولي المنطقي.

كان علي جد أبيه من آمد، ونشأ ابنه بدمشق وكانت له بها رياسة لاتصاله بنوروز أو غيره وانتقل ابنه إلى المغرب فارا من المؤيد فسكن تونس وتزوج بها فولد له صاحب الترجمة ونشأ بها، فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، ثم تلا بالسبع على أبي القاسم البرزلي فأتقنها وهو ابن عشر، وأجازه بما اشتملت عليه فهرسته، وحفظ الشاطبيتين وعرضهما على محمد ابن القماح الأنصاري الأندلسي وأجاز له الرسالة، وبعض ابن الحاجب الفرعي وغير ذلك، وأخذ الفقه عن جماعة منهم البرزلي، وأبو القاسم الوشتاتي القسنطيني، وعمر القلشاني، وعن ثانيهم ومحمد الرملي وغيرهما أخذ العربية، وعن الأخير وعبد العزيز البحيري وغيرهما المعاني والبيان وعن الأخيرين والرملي وغيرهم، أصول الفقه، وعلى الرملي، وأبي يعقوب المصمودي، ومحمد بن عقاب قاضي تونس المنطق، وعن القلشاني، والرملي وأبي الفضل المعلقي أصول الدين، وعن محمد بن أبي بكر الونشريسي والحاج المصري الحساب والفرائض، وعن أولهما العروض وبرع في جل هذه العلوم. وقدم القاهرة هاربا مما اتفق له سنة ٨٤٩/ ١٤٤٦ فحج ورجع وأقام بها وتردد على أعيان علمائها كالحافظ ابن حجر، وأخذ عنه واغتبط كل مهما بالآخر، واجتمع به السخاوي في مجلس شيخه الحافظ ابن حجر، واجتمع به قبل ذلك أول ما قدم القاهرة، وسمع من نظمه ومباحثه في قدماته إلى القاهرة، وكان لازم التردد على الكمال البارزي، ونوه به حتى ولاه قضاء المالكية بدمشق عوضا عن الشهاب التلمساني في جمادي الأولى سنة ٨٥٢/ ١٤٤٩، ثم لم يلبث أن صرف عنه وانتمى لأبي الخير النحاس بحيث كاد يلي قضاء مصر، وأعطاه المكتبة المحمودية بعد الحافظ ابن حجر، ولذا امتحن مسموعاته المذكورة، ثم رجع إلى تونس، وتولى الخطابة بجامع أبي محمد الحفصي من ربض باب السويقة ومفتيا به بعد صلاة الجمعة، ومدرسا بالمدرسة المنتصرية بسوق الفلقة، وناظرا في الأحباس، وذلك سنة ٨٦٤/ ١٤٥٩، وعزل عن الأحباس في ربيع الثاني سنة ٨٧٥/ ١٤٦١ ثم تولى قضاء المحلة (العسكر).

<<  <  ج: ص:  >  >>