للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصار له في ذلك نوع من المام مع اعتناء بتقييد الوفيات. ولما كان الحافظ السخاوي بمكة رافقه في سماع أشياء، وسمع منه السخاوي الرسالة القشيرية بقراءته وسمع منه غيرها. وطاف بالقاهرة على الشيوخ. وسمع فيها السخاوي، واستمد منه كثيرا، ووصفه بشيخنا العلامة، حافظ العصر. وكان كثير التردد بين مكة والقاهرة مكتسبا بالتجليد وتجارة الكتب (١).

قال السخاوي في أواخر ترجمته: «ثم أنه خلّط فاشتد حرصه على تحصيل تصانيف ابن عربي والتنويه بها ومصنفها، حتى صار داعية لمقالته، وركن إليه أهل هذا المذهب، فكان يجلب إليهم من تصانيفه ما ينسقه ويحسّنه فيرغبونه في ثمنه، وربما قصد كثيرا من عوام المسلمين في الخفية لقراءتها لتكون متصلة الاسناد - زعم - وعذلته كثيرا عن ذلك فما كف، بل أفاد حقدا ومقاطعة».

وكان بينه وبين الجلال السيوطي صداقة، وينقل عنه السيوطي أحيانا مواليد بعض العلماء أو تاريخ وفياتهم قائلا: أفادني صاحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم (انظر مواضع متفرقة من بغية الوعاة) وله نظم، مات في ليلة الجمعة تاسع ربيع الثاني.

[مؤلفاته]

١) دستور الإعلام بمعارف الأعلام. قال الزركلي: «جديد في أسلوبه جمع على صغر حجمه تراجم أشهر الرجال، ولا تتجاوز الترجمة ثلاثة أسطر، وجعله على خمسة أقسام، ورتب كل قسم على الحروف فالقسم الأول فيمن اشتهر باسمه كمالك، والجنيد، والحجاج، والثاني فيمن اشتهر بكنيته كأبي الأسود وأبي داود، وأبي تمام، والثالث فيمن اشتهر


(١) رأيت خطه في طالع وجه الورقة الأولى من نسخة عتيقة من كتاب الصلة لابن بشكوال موجودة الآن بالمكتبة الوطنية (أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري).

<<  <  ج: ص:  >  >>