الصادق بن محمود بن محمد (بالفتح) الفقي، شاعر أديب، ولد بصفاقس، وتلقى بها تعلمه الابتدائي، فزاول أولا تعلمه بالكتاب فحفظ القرآن، ثم دخل المكتب العربي الفرنسي المحدث بالمدرسة الحسينية الكائنة بنهج العدول، التحق بها في سنة ١٩٠٧، وخرج منها سنة ١٩١٠ محرزا على الشهادة الابتدائية، وكان مجموع الناجحين في تلك السنة خمسة، ثم زاول تعلمه بالجامع الكبير لمدة سنة فقط، فقرأ على المشايخ:
سعيد قطاطة، والصادق بو عصيدة، والطاهر بوشعالة، والطيب كمون، ومحمود الشرفي، ثم اختار أن يكون معلما بالمدرسة القرآنية الأدبية لمدة عامين، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة ١٩١٣ بصحبة الصادق عشيش، والصادق قوبعة، ومحمد الشافعي، وقرأ على المشايخ: أحمد النيفر وابنه محمد البشير، وبلحسن النجار، ومحمد الصادق النيفر والطيب بيرم، ومحمد العنابي وغيرهم. وتأثر عظيم التأثر بدروس شيخه محمد الصادق النيفر لأنه كان يمزجها بالتوجيه الوطني فيوقظ المشاعر، مما جعل التلاميذ حريصين على الحضور.
وبعد إحرازه على شهادة التطويع عاد إلى العمل بالمدرسة القرآنية الأدبية، ثم استقال وعمل بلجنة قيس الأراضي وحزر الزرع، ثم استقال وباشر التجارة بسوق الربع مدة قصيرة ثم عاد للمدرسة القرآنية للمرة الثالثة وعمل بها نحو ثلاث سنوات، وفي سنة ١٩٢٣ دخل في سلك التعليم العمومي الحكومي، وأول ما باشر التعليم في هذا الدور بالمدرسة الفرنسية العربية الكائنة بطريق قرمدة مركز كمون.