ولد بحي القصبة من مدينة بنزرت، وتعلم في مدرستها الابتدائية المختلطة منذ تأسيسها سنة ١٨٨٧، وتخرج منها سنة ١٨٩٣، ثم سافر إلى تونس العاصمة، وواصل تعلمه بالمدرسة العلوية، ثم انتدب معلما بالمدرسة الابتدائية ببنزرت، وفي سنة ١٩٠٢ تطوع بالقاء دروس حرة لافادة تلاميذ المدرسة وغيرهم، وبفضل هذه الدروس نجح الكثير على إحراز شهادة «البروفي العربي» في الترجمة، ثم أسس مدرسة قرآنية في بنزرت في جانفي ١٩١٣، وهي ثاني مدرسة قرآنية بالبلاد التونسية، والغرض من تأسيس المدارس القرآنية في ذلك العصر، هو الحفاظ على اللغة العربية، مع تلقين التلاميذ مبادئ العلوم التي تدرس بالمدارس الابتدائية الحكومية، وتعريف الناشئة بأمجادها العربية، وهدف هاته المدارس واضح يتمثل في عرس حب العروبة والإسلام والوطن في نفوس النابتة الجديدة، ومن البواعث المهمة لتأسيس هذه المدرسة ما قاله الأستاذ رشيد الدوّادي: «ومن جهة أخرى فقد كان من دواعي تأسيس هذه المدرسة أيضا ما حصل له ذات يوم من أيام ١٩١٢ م إذ بينما كان بمكتبه (الكائن بشاطئ المرسى القديم) يضع خريطة مجسمة للبلاد التونسية إذ دخل عليه ما يزيد على العشرين شخصا لابسين ومرتدين بالزي الأفرنجي فقال له أحدهم، أنا مصطفى النحاس، والثاني الغرابلي، والثالث مصطفى صادق الرافعي الخ، وقدموا بطاقات الزيارة، وذكروا أنهم يؤلفون الوفد المصري الرسمي الذي يمثل مصر في احتفالات تتويج الملك جورج الخامس ملك بريطانيا فرحب بهم، وتجاذب معهم أطراف الحديث، وتجول بهم عبر شوارع