وما حوى وغير ذلك، وعلقت رءوس الأكباش والحمر على أبواب الحوانيت عليها قراطيس معلقة مكتوب فيها أسماء الصحابة اشتد الأمر على أهل السنة، فمن تحرك أو تكلم قتل ومثل به، وذلك أيام إسماعيل المنصور ثالث ملوك بني عبيد سنة ٣٣١/ ٩٤٢.
ولما ثار أبو يزيد صاحب الحمار دخل القيروان، وخرج معه أهلها للقتال ومعهم فقهاؤهم وعلماؤهم، وانتصروا في الجولة الأولى، وحصروا أعداءهم بالمهدية، فلما رأى أبو يزيد ذلك قال لأصحابه: إذا لقيتم القوم فانكشفوا عن علماء القيروان، حتى يتمكن أعداؤهم منهم، فقتلوا جماعة منهم الممسي وذلك في رجب سنة ٣٣٥ هـ.
وهذه غلطة كبرى من أبي يزيد، فانفض من حوله جموع الإباضية الوهبية، وعرفوا أنه يميل إلى الاستئثار بالسلطة إذا انتصر، وأنه يميل إلى التخلص من المخالفين له، وكان هذا بداية لتوالي الهزائم على أبي يزيد، والعجب منه أنه يفكر في الاستئثار بالسلطة بعد النصر قبل كسب معركة حاسمة باحتلال المهدية.
ورثى المترجم ابن أبي زيد، وأبو القاسم الفزاري، وأبو عبد الله الدارمي، وأبو عبد الله بن سعيد المؤدب.