أحمد بن عبد الله أديب المكي الشافعي، أصله من مكة المكرمة، وطوحت به الأقدار إلى أن استقرّ بتونس العاصمة في أواخر القرن الماضي، ثم انتقل إلى مدينة سوسة، وعلّم ببعض مدارسها القرآنية، ثم توظف كاتبا بإدارة عملها على عهد محمد الطيب الجلولي الوزير الأكبر فيما بعد. وتزوج مدة إقامته في سوسة، وبها توفي.
كان محدثا فقيها، راوية للأشعار، لغويا شاعرا، مرّ اللسان، سليطه.
هجا في بعض المناسبات أهل سوسة، فاستدعاه الشيخ عبد الحميد السقا الباش مفتي بها، وقال له: هجوتنا يا شيخ أحمد؟ فأجابه لا، وإنما عندي في المنزل تذكرة ترجمت فيها لكل فقيه وسفيه، وانفصل الحال على أن يصون لسانه، ويدفع له الشيخ باش مفتي كل شهر ثلاثين فرنكا، وهو مبلغ له قيمة في ذلك الوقت، ولما تولى الشيخ محمد بن عبد الجواد (من قصيبة المديوني) قضاء سوسة ألحّ بعض العدول من أهل القلعة الصغرى على المترجم أن يمدحه بشعره فلبى رغبتهم، فقطع عنه الشيخ عبد الحميد السقا الإعانة الشهرية، فكان يطوف عليهم بعد ذلك قائلا:«كفارة الكف أو أجرة الكذب» منددا بهم.
مدح مرة الباي في بعض المناسبات، فأبطأت الجائزة عنه، فدخل على السيد العربي بسيّس من حاشية القصر، وقال له: وجودك هنا من علامات قيام الساعة! فاستفسره عن مراده فذكر له أنه يشير إلى ما ورد