وكان إلى جانب هذا العمل ينشر في الصحف التونسية التحارير الراقية الرائقة، ونظم القصائد واشترك في إنشاء مستشفى ابن الجزار بالقيروان.
وفارق نيابة الأوقاف بالقيروان سنة ١٣٣٣/ ١٩١٥ فسمي رئيس دائرة بالإدارة المركزية لجمعية الأوقاف، ثم انتخبه الوزير الأكبر مصطفى دنقزلي ملحقا بالوزارة الكبرى، ودرّس بالمدرسة الخلدونية.
أحيل على التقاعد سنة ١٣٥٩/ ١٩٣٩ فتفرّغ للبحث في مكتبته القيّمة ولخدمة المكتبة الصادقية (والعبدلية) التي كان عضوا بلجنة تنظيمها وكاتبا لها.
وفي سنة ١٣٦٦/ ١٩٤٦ نجح في مناظرة المدرّسين المساعدين بجامع الزيتونة ودرس بالعاصمة، وهذا في غاية الغرابة متوظف متقاعد يشارك في مناظرة، ويدخل حياة الوظيفة من جديد، لكن ذلك العصر لا تحصى عجائبه، وكان قد بلغ من الكبر عتيّا، ولم تبق له قوة على مجابهة مصاعب التدريس، والسيطرة على التلامذة وتبرموا به حتى أنه بقي عالقا بذهني أن الشاعر العربي صمادح (الحاكم الآن) كتب له على السبورة بقسم من أقسام الخلدونية وذلك قبل ميعاد الدرس بقليل:
وللمقداد رأس أي رأس ... بكل هراوة كبرى يدق
توفي بتونس في رجب /١٣٦٩ أفريل ١٩٥٠.
[مؤلفاته]
١) البرنس في باريس (تونس ١٣٣٠/ ١٩١٢) دوّن فيه رحلته إلى فرنسا وسويسرا، وسجل انطباعاته عن الحضارة الغربية، والمقارنة بينها وبين الحضارة الإسلامية، وخصوصا حضارة القيروان، وشاب هذه