صالح بن حسين بن محمد الكواش الكافي، ينتهي نسبه إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش الحسيني، وارتحلوا من المغرب إلى الكاف، وانتقل محمد من الكاف إلى تونس، ونشأ بها ولده حسين في تعاطي الفلاحة، وكان كواشا بكوشة سيدي المشرف.
ولد المترجم في ربيع الأول، وكان والده في مزرعة له فسمع في تلك الليلة هاتفا ينادي يا صالح ثلاثا، فلما رجع إلى أهله وعلم بازدياد ولده سمّاه صالحا، واعتنى به في حفظ القرآن، فظهرت عليه نجابة، كان بها مؤدبه يملي عليه ما يمكنه فيحفظه بالإعادة مرتين أو ثلاثا. ولما بلغ أربع عشرة سنة توفي والده فأقبل على التعليم بجامع الزيتونة، فقرأ الأزهرية على حسونة الترجمان، وعلّم الكلام والمنطق، وقطعة من شرح العقائد النسفية بجميع حواشيها على الشيخ محمد الغرياني، وقرأ على عبد الكبير الشريف، وحمودة الريكلي، ومحمد المنصوري شارح مختصر خليل، وعبد الله الغدامسي معقول العلوم ومنقولها، وأحمد اللعلاع، ومحمد بيرم الأول، وغيرهم. وارتحل إلى طرابلس لطلب العلم، فأدرك بها الشيخ محمد التاودي بن سودة الفاسي فختم عليه الشفا، وقرأ هناك التفسير والحديث على الشيخ محمد أكنسوس المغربي. ورجع إلى تونس على أكمل حال من التحصيل وولي مشيخة المدرسة المنتصرية بعد وفاة
(١) الكواش كلمة بربرية معناها فران المخبزة شاعت في استعمال اللهجة التونسية منذ قرون ولا معنى لإرجاعها إلى أصل عربي لأنه مجرد تمحل وتكلف.