محمد العزيز بن محمد الحبيب بن محمد الطيب ابن الوزير محمد بن محمد بوعتور، وزير من العلماء والكتاب، أصل سلفه من صفاقس من ذرية الشيخ عبد الكافي بوعتور العثماني من سلالة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولد بتونس في رجب ونشأ في رعاية أبيه الشيخ محمد الحبيب فلقنه القرآن حتى حفظه على ظهر قلب، والتحق بجامع الزيتونة في سنة ١٢٥٤/ ١٨٣٩ فأخذ عن أعلامه كابراهيم الرياحي، وابنه محمد الطيب، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد الطاهر بن عاشور، وأخيه محمد الشهير بحمدة، وأحمد عاشور، ومحمد الشاذلي بن صالح، ومحمد النيفر، ووقت طلبه وفد على تونس الامام محمد الصالح الرضوي السمرقندي الشريف ضجيع المدينة المنورة فلازمه ملازمة شديدة، وروى عنه بأسانيده العالية الجامعة، وتلقى عنه من أسرار السنة وآداب الشريعة ما زاد فضائله الغريزية وتربيته الشرعية في نفسه رسوخا وبرع في العلم والذكاء حتى بلغ صيته مجلس المشير الأول أحمد باشا باي فاستدعاه واولاه خطة الكتابة بديوان الانشاء سنة ١٢٦٢/ ١٨٤٧.قال صاحب الترجمة عند حكايته طلب أحمد باشا باي له وتردده في قبول الولاية:«ويشهد الله اني ما فكرت قط في وظيفة مدة قراءتي العلم، وما قرأت إلا طلبا للكمال العقلي، ولقد فاجأتني الأقدار بما آل إليه أمري، والانسان مسير لا مخير» وقبل انتخابه للكتابة درس متطوعا بجامع الزيتونة بإجازة شيوخه، ودرس كتبا عديدة منها شرح المختصر للسعد في البلاغة، ولم تمنعه الوظيفة عن الاشغال العلمية والتحريرات والمطالعات، ولا حال مقامه المخزني الجديد بينه وبين الدروس العليا بجامع الزيتونة فكان يحضر دروس استاذه محمد