يحيى بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المربى والمنشأ، دفين تلمسان، أبو زكرياء، الأديب الشاعر المؤرخ، شقيق عبد الرحمن - المقدمة ترجمته - والأصغر منه سنا تعلم بتونس على الشيوخ ذوي الشهرة في عصره بتونس، والمعلومات عنه قليلة، وله ذوق في الأدب والشعر كما يظهر ذلك من كتابه «بغية الرواد» قال عنه أبو الوليد بن الأحمر «وله معرفة بالتاريخ القديم والحديث، واقتدار على سبك الكلام الرائق وحوك النظام الفائق».
لما هاجر أخوه عبد الرحمن من تونس، خرج هو منها مع أسرة أخيه، ثم انتقل إلى فاس صحبة أخيه على عهد السلطان أبي عنان المريني، ولما تولى السلطان أبو سالم المريني بعد أبي عنان كتب إلى السلطان أبي زيان المريني بالافراج عن الأميرين الحفصيين أبي عبد الله وأبي العباس، الأول ملك بعد سراحه بجاية، والثاني قسنطينة وأرسل الأمير صاحب بجاية حاجبه يحيى بن خلدون إلى ملك تلمسان أبي حمو الثاني لطلب العون المادي من هذا الملك لأن الأمير صاحب بجاية لم يتمكن من احتلالها واقتبل يحيى بتلمسان قبولا حسنا، وتحصل على ما طلب، وأمضى فترة المولد النبوي بتلمسان، وبهذه المناسبة نظم قصيدة، ثم قفل راجعا إلى مخدومه الذي أرجعه إلى تلمسان في ٨ جمادى الثانية ٧٦٤/ ٢٥ مارس ١٣٦٣، وعاد بعد قليل ومعه فرقة عسكرية، وقبل أن يتم استيلاء الأمير أبو عبد الله محمد الحفصي على بجاية كتب إلى عبد الرحمن بن خلدون بخطه عهدا بولاية الحجابة متى تملك بجاية، فأرسل إليه أخاه يحيى، وآثر هو الرجوع إلى فاس صحبة السلطان.
وفي خلال سنة ٧٦٥ استولى الأمير أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء