مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي، البرجي ثم النفطي، أبو النخبة، الفقيه الصوفي. ولد بالبرج وهو بلدة صغيرة تابعة لبسكرة بالزاب جنوبي القطر الجزائري، ولأسلافه بها زاوية لنشر الطريقة الرحمانية (١) الخلوتية، وهو ينحدر من عائلة صوفية هاجرت إلى نفطة ابان الاحتلال الفرنسي لبسكرة سنة ١٨٤٣ مع عائلة الشيخ محمد الخضر حسين.
أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن عمر صاحب زاوية طولقة، وهو عن محمد بن عزوز والد المترجم، وهو عن الشيخ عبد الرحمن الأزهري الزواوي، وهو عن الشيخ محمد الحفناوي المصري الشافعي الخلوتي.
وانتقلت وراثة الطريقة إلى صاحب الترجمة سنة ١٨٤٢، وأخذ عنه الطريقة ابنه الشيخ محمد المكي. وانشأ المترجم زاوية بنفطة انفصلت عن الطريقة الرحمانية الخلوتية بالجزائر انشأها لنشر الطريقة بالقطر التونسي، وفيها تخفيف كثير من قيود الخلوتية ترغيبا للناس حتى يقبل أكبر عدد ممكن ونجح في اجتذاب عدد كبير إلى الطريقة، وانتشر صيته. وكان المشير الأول أحمد باشا باي يعتقده ويعظم شأنه، وكذلك المشير الثالث محمد الصادق باشا باي ومدحه الشيخ إبراهيم الرياحي بمدائح شعرية ونثرية.
وكان صاحب شخصية جذابة بما له من فصاحة، وبيان وتمكن في العلم وديانة وذوق صوفي وصدق في ممارسة طقوسه، قال ابن أبي الضياف:
(١) نسبة إلى الشيخ عبد الرحمن بو قبرين الكشطولي الزواوي الأزهري المولود ما بين ١١٢٦ - ١٣٣/ ١٧١٤ - ١٧٢١ في آيت اسماعيل، وكان من تلامذة الشيخ محمد بن سالم الحفناوي (ت ١١٨١/ ١٧٦٨) الذي تلقى عنه أصول الطريقة الخلوتية أيام مجاورته بالأزهر.