محمد بن محمد الطيب ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي بن سلامة الطرابلسي الأصل، ومن أسرة فقهاء فوالده كان عدلا موثقا، وجده درّس على ما يبدو، الفقيه، الشاعر المؤرخ.
اعتنى بتربيته جده الفقيه الشيخ أحمد وشارك في تكوينه.
طلب العلم بجامع الزيتونة فأخذ عن المشايخ: ابراهيم الرياحي، وأحمد الآبي، والشاذلي بن صالح، ومحمد الشاذلي المؤدب ولازمه، ومحمد البحري بن عبد الستار، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد بن ملوكة، ومحمد المنّاعي، وغيرهم.
وبعد تحصيله تصدر للتدريس مدة، ثم تخلى عنه ومارس خطة الاشهاد «فاختص بالقاضي الشيخ محمد البحري بن عبد الستار، فتخرج في علم الوثيقة بطول ممارسة كتب الاحكام وتسجيل المرافعات، وكان من خواص سماره وتلامذته. وقد كان الشيخ البحري أول من جمع المتفقهين من الطلبة وغيرهم للنظر معه ليلا في النوازل المنشورة على بساط المرافعة من قضاة الحاضرة لتحرير النصوص المنطبقة عليها، فكان صاحب الترجمة في زمرتهم، ولما ضرب الدهر ضرباته تولى خطة قضاء الجماعة جرى في ذلك السبيل، فألّب المتخرجين من فقهاء الطلبة والعدول وربما ضم إليهم بعض المفتين والمدرسين لتحرير النصوص الفقهية بتتبع دواوين المذهب، كل واحد يتكفل بمطالعة ديوان منها، ويخلص زبدة ما مخضوه من المسألة،