للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رحل إلى الشرق سنة ٦٩٠/ ١٢٩١ فسمع بدمشق من ابن القواس، وأبي الفضائل بن عساكر، وجماعة، واجتمع به ابن فضل الله العمري، مؤلف «مسالك الأبصار» واستفاد منه فوائد جمة نقلها في كتابه المذكور، ثم انتقل إلى القاهرة، ودرس بالمدرسة المنكوتمرية، وأعاد بالمدرسة الناصرية، ودرس الطب بالمارستان المنصوري.

قال الأسنوي في «طبقات الشافعية» في ترجمة الملك المؤيد الأيوبي صاحب حماة المعروف بأبي الفداء (١/ ٤٥٦) فاتفق قدومه إلى الديار المصرية في بعض الشئون، فاستدعاني إلى مجلسه على لسان الشيخ ركن الدين بن القوبع، فحضرت معه وصحبنا الصلاح بن البرهان الطبيب المشهور إلى أن قال: ثم انتقل الكلام إلى علم النبات والحشائش، فكلما وقع ذكر نبات ذكر صفته الدالة والأرض التي ينبت فيها والمنفعة التي فيه، واستطرد من ذلك استطرادا عجيبا، وهذا الفن الخاص هو الذي كان يتبجح بمعرفته الطبيبان الحاضران وهما ابن القوبع وابن البرهان.

وقال ابن كثير: كان من أعيان الفضلاء، وسادة الأذكياء، ممن جمع العلوم الكثيرة، والعلوم الأخروية الدينية الشرعية والطبية، وكان مدرسا بالمنكوتمرية، وله وظيفة في المارستان المنصوري.

وكان يتودد إلى الناس من غير حاجة إلى أحد ولا سعي في منصب. قال الشيخ الحافظ تقي الدين بن سيد الناس: قدم الديار المصرية وهو شاب، فحضر سوق الكتب، والشيخ بهاء الدين النحاس شيخ العربية حاضر ومع المنادي ديوان ابن هاني المغربي، فأخذه الشيخ ركن الدين وأخذ يترنم:

فتكات لحظك أم سيوف أبيك ... وكئوس خمرك أم مراشف فيك

فكسر التاء وفتح السين، فالتفت إليه الشيخ بهاء الدين وقال: يا مولانا ماذا الأنصب كبير! فقال له الشيخ ركن الدين بتلك الحدة المعروفة منه

<<  <  ج: ص:  >  >>