نسب إليه، ولم يلق أعداؤه السلاح فاستمروا على حبك الدسائس وكتابة التقارير ضده إلى أن نجحت مساعيهم فنفي إلى بلدة توزر لمدة ثلاثة أشهر، فتوجه إلى توزر صحبة زوجته وخالته سنة ١٣١٧/ ١٨٩٨، وأكرم وفادته أهل توزر، وخصصوا له دارا للسكنى بغير كراء، واتصل بالعالم الاديب قاضي توزر الشيخ يوسف بن عون، وانفتح بينهما سوق الأدب والمساجلات الشعرية.
وهو قصاص يعتبر أبا القصة في تونس والمغرب العربي، ومن كتابها الأوائل في العالم العربي، وله في بعض كتاباته ملامح القصة مثل «اليتيم والنعش» و «منارات تضيء» و «بيوت في الظلام» و «الصخر يمشي» و «خصومة بين مدينة وادارة» الخ. فهو يثير مشاكل اجتماعية وسياسية يمكن تعميمها فتشمل العالم الاسلامي كله.
وشعره سهل لا تعقيد فيه على ما فيه من ضعف الصياغة أحيانا، وخياله قريب الغور، ونثره لم يتخلص من المحسنات البديعية من جناس وسجع الخ، ولا يخلو من بعض الأخطاء النحوية.
قال المرحوم الاستاذ الشيخ محمد الفاضل بن عاشور «وكان متصلا بالشيخ المصلح محمد النخلي القيرواني المدرس بجامع الزيتونة، فهو يقبل على مجالس الشيخ في لهفة، ويطلب منه أن يعقد مجالس للدرس لا ينقطع عن شهودها حتى أصبحت دعوة الشيخ محمد عبده متعة روحه وذكر الشيخ الدخلي لمقامه منها سلواه وعدة ضميره الاصلاحي ففاض شعره ونثره بهذا الوجدان الذي أصبح مسيطرا على نتاجه ومؤثرا على نتاج الادباء من حوله ومن بعده».
ولما بلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة نشرت له جريدة «الحاضرة» في سنة ١٣٣٨/ ١٩٠٠ أولى قصائده ثم راسل الصحف الاخرى كجريدة «الصواب» وغيرها.