الدين منها التعليم بجامع الزيتونة، والمدرسة الصادقية، وسمي مستشارا للمعارف، وانقطع عن مباشرة رئاسة المجلس البلدي بتوليه وزارة الاستشارة، وبقي له الاشراف على المصالح البلدية بعنوان مستشار النافعة، فكان لقبه الرسمي وزير الاستشارة، ومستشار العلوم والنافعة.
ولما توفي نسيّم بيشي شمامة اليهودي قابض مالية الدولة التونسية بليفرنو من مدن ايطاليا سنة ١٢٨٥/ ١٨٦٩ وتبيّن سوء تصرفه واحتجازه أموال الدولة لفائدته رفعت الحكومة التونسية قضية ضده إلى المحاكم الايطالية للمطالبة بحقوقها في تركته فوض أمر القضية إليه في ربيع الثاني ١٢٩٠ قبل ولاية خير الدين الوزارة ولم يزل مهتما بها إلى أن انقطع للاشتغال بها في ايطاليا مدة سنوات لما حف بهذه القضية من تشعب، وقد أقام بايطاليا من سنة ١٢٩٢/ ١٨٧٦ إلى وفاته مع التردد على تونس لم يطل فيها مقامه، وفي مدة إقامته بايطاليا قام بعدة رحلات إلى تركيا وانكلترا وبالخصوص إلى فرنسا التي دخلها بمناسبة المعرض العالمي والتي التقى فيها بكثير من أصدقائه التونسيين كمحمد بيرم الخامس، ومحمد السنوسي، وعبد الجليل الزاوش، ولمتابعة اتصالاته بمؤلفات اساتذة ثقافة العصر وهناك عرف مؤلفات عن العصور القديمة والحديثة كمؤلفات جيبون، وميشيليي وجيزو الخ
ورافقه في مدة إقامته بايطاليا العلامة الشيخ سالم بو حاجب، واستعان برأيه في معضلات القضية التي شدته إلى الإقامة بايطاليا.
ولما استقال خير الدين من الوزارة، وصفا الجو للوزير مصطفى بن اسماعيل الذي كان عدوا لدودا له لأن المترجم كان يحتقر مصطفى بن إسماعيل، ولا يعيره قيمة فأكنّ له هذا الوزير حقدا، وقادته شهوة الانتقام والتشفي منه إلى فصله من الوزارة وسلبه لرتبه العسكرية ونياشيه، ووجد مصطفى بن إسماعيل مؤيدا له من طائفة من ذوي الامتيازات المالية الذين كانت مواقف الجنرال حسين خطرا على مصالحهم، ولما تولى الوزارة محمد خزنه دار بعد عزل مصطفى بن إسماعيل، انصفه بعض الانصاف، لكن