حلى نادرة من مثل الشيخ دحلان، يعلم ذلك من تتبع حلاه في إجازاته لأهل المشرق والمغرب، وهي كثيرة».
تولى والده تربيته وتوجيهه وتعليمه، وكانت توزر ونفطة في عهده آهلتين بالعلم، زاخرتين بالأدب ناشطتين في حركة التدريس والتأليف حتى اشتهرتا باسم الكوفة والبصرة.
وتلقى عن علماء الجريد أمثال عمه المدني بن عزوز، والنوري بن بلقاسم النفطي، وإبراهيم البختري التوزري، ثم ارتحل إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة فأخذ عن جماعة منهم البشير التواتي المقرئ وأجازه بما حواه ثبته في القراءات، وعمر بن الشيخ، ومحمد الشاذلي بن صالح، وشيخ الاسلام أحمد بن الخوجة، وسالم بو حاجب، ومحمد النجار، ومصطفى رضوان، وتخرج منه باحرازه على شهادة التطويع. تولى مشيخة الطريقة بعد وفاة والده، وتولى خطة الفتوى ببلد نفطة سنة ١٢٩٧/ ١٨٨٣ ثم خطة القضاء بها، ثم انتقل إلى تونس وباشر التدريس بجامع الزيتونة بصفة مدرس غير رسمي سنة ١٣٠٩/ ١٨٩٠ وامتازت دروسه بغزارة المادة وفصاحة القول، ورشاقة الأسلوب وجاذبيته، فاقبل عليها الوارد، وعد من العلماء البارزين، وانتفع به جماعة منهم ابن أخته محمد الخضر حسين، وعبد البارزين، وانتفع به جماعة منهم ابن أخته محمد الخضر حسين، وعبد العزيز الثعالبي كثيرا من نفائس لكتب التي أثرى لها خزانته الآيلة إليه من أبيه وجده، وكان مغرما باقتناء نفائس الكتب التي تصله من الجزائر والجنوب التونسي، لا يستكثر البذل حتى جمع مكتبة زاخرة بالنفائس والنوادر. سافر إلى القطر الجزائري واتصل هنالك بالأستاذ المربي الشيخ محمد بن أبي القاسم صاحب زاوية بو سعادة من سلسلة جبال الزاب والسبخة المعروفة بزاوية الهامل، فاتخذ الشيخ محمد بن أبي القاسم شيخ سلوك وتربية، واتصل بعلماء الجزائر ثم رجع إلى تونس مقبلا على ما كان بعد منقطعا من علوم الرياضيات مجددا لعهدها مروجا لكتبها واشتهر بالتفوق في الأدب شعرا ونثرا وبالبراعة في العلوم الرياضية.