شقر سمي قاضيا بشاطبة، ثم نقل إلى قضاء ميورقة خلال سنة ٦٢٧/ ١٢٢٩ - ٣٠ لأنه كان موجودا بالجزيرة عند ما احتلها جاقما الأول الفاتح ملك أرغون، وقد حكى الحادثة في كتابه الذي سماه بعضهم كتاب عن كائنة ميورقة وعنوانه الحقيقي غير معروف، ونقل عنه المقري في نفح الطيب، ثم رجع فيما بعد إلى بلنسية حيث كان شاهدا لسنواتها الأخيرة من تاريخها الإسلامي إلى أن سلمت إلى جاقما الأول نفسه تسع سنوات بعد ميورقة (١٧ صفر ٦٣٦/ ٢٩ سبتمبر ١٢٣٨)، وبعد ذلك دخل المغرب الأقصى، وخدم أبا محمد عبد الواحد الرشيد عاشر خليفة موحدي (٦٣٠ - ٤٠/ ١٢٣٢ - ٤٢ الذي سماه كاتبا بديوان الانشاء، وبعد قليل سماه قاضيا لقبيلة بلد هيلانة من نظر مراكش الشرقي، وهي التي تعرف اليوم بكلاوة فتولاه قليلا ثم نقله إلى قضاء رباط الفتح، وسلا، وأقام يتولاه إلى أن توفي الرشيد، وولي مكانه أخوه المعتضد بالله أبو الحسن علي فأخره عنها مدة، ثم نقله إلى قضاء مكناسة الزيتون، ولما قتل المعتضد خرج من مكناسة قاصدا سبتة وفي عزمه الانتقال إلى البلاد الأفريقية، فلقيه هو ورفاقه جمع من بني مرين سلبوه وكل من كان معه، ثم ركب من سبتة متوجها إلى أفريقية فوصل بجاية سنة ٦٤٥/ ١٢٥٧ وقدم على أميرها ولي العهد أبي يحيى زكرياء ابن الأمير أبي زكرياء الحفصي، وهو منذ مبارحته الأندلس ينوي الالتحاق بالبلاد الأفريقية، ويهتبل الفرص للإشادة بأميرها، فعند ما بايع أهل مكناسة أبا زكرياء الحفصي سنة ٦٤٣/ ١٢٥٥ بعثوا إليه بمبايعتهم من انشاء قاضيهم صاحب الترجمة، وعند ما وصل بجاية سلم للأمير أبي يحيى رسالة وصف فيها رحلته ومدح أبا زكرياء، واستوطن بجاية مدة وأقرأ بها ودرس الذي استدعاه بعد مدة إلى تونس هو الأمير أبو زكرياء ولما قدم تونس مال إلى صحبة الصالحين والزهاد برهة، ثم نزع عن ذلك رغبة في خدمة الملوك فاستقضي بالأربس، ثم نقل منها إلى قابس ثم استدعاه المستنصر الحفصي وجعله من جملة جلسائه، قال ابن عبد الملك المراكشي: «فيذكر أنه داخله مداخلة أنكرها المستنصر وحاشيته عليه حتى ليؤثر من كلام المستنصر في حقه وقد سئل عنه: ذلك رجل رام إفساد دنيانا