للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكم من غائب الإدراك أمست ... تقاد له بغيبته الشهاده!

فها أنا ميت مما ألاقي ... بها فأدرك مماتي بالشهاده

فلا أخشى وأنت معي شقاء ... وهل يشقى فتى وله سعاده؟

ويبدو أن طلبه للعدالة كان وهو ما يزال بصفاقس لأن الشيخ الدرناوي لما علم بهذا الطلب راسله حاثا إياه على المجيء إلى تونس بقوله: (١)

معا أبا الحسن الغراب لمنصح ... لك يبتغي نيل العلا وزياده!

أيام دهرك قد مضت بصفاقس ... وكذا لياليه بغير إفاده

فأرحل إلى الخضر لكي تعطى المنى ... وتنال ما أملته بسعاده

لما باشر العدالة قال فيه أحمد سمية القيرواني:

حوانيت الشهود عفت وأمست ... عيون معمريها مثل عين

وقد سأل الأنام بأي ذنب ... فقلت مؤرخا بغراب بين

وكان بينه وبين أحمد سمية خصومة شديدة نال كل واحد منهما من عرض صاحبه.

وكان كثير الهجاء مقذعه، يهجو لأتفه الأسباب، وهو يعتمد في هجائه على السخرية كقوله في عدل لقبه الزقموط (بالقاف المعقدة):

أرى الزقموط يدعى بالإمام ... ويجلس بين أقوام لئام

فعلمهم حساب الرأس منهم ... بضرب فيه بسط للمقام

فما أحد يريد البسط إلا ... ويضرب ما على رأس الإمام

وقال في رجل لقبه العقربي استأجره على حراسة داره فأجابه أولا ثم امتنع لما قيل له إنه لا يوفي بالأجر (٢):


(١) الديوان ١٤٠ هامش (٥).
(٢) الديوان ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>