وأبو العباس الكرخي ابن المحاملي، وهلال الحفار، وغيرهم، ودرس أصول الدين (علم الكلام) على القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري حوالي عام ٣٩٩/ ١٠٠٨، وعند خروجه من العراق مرّ بمكة للقاء شيخه أبي ذر الهروي، فوجده بالسراة خارج مكة، وكتبه بمكة عند جارية فطلبها من جاريته فامتنعت فلم يزل يلح عليها مبينا ما بينهما من صلات حتى مكنته من الكتب لأنه كان له غرض في مراجعة بعضها، ورجع أبو ذر إلى منزله فغضب وقامت قيامته وأغلظ في الكلام لأبي عمران، وحدثت الجفوة بينهما، فكان أبو عمران لا يسميه في روايته عنه ويقتصر على القول: فيما سمعت، أو يوري عن اسم أبي ذر ويقول: أبو عيسى وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده، قال الذهبي: قلت: هذه الحكاية تدل على زعارة الشيخ والصاحب (تذكرة الحفاظ أثناء ترجمة أبي ذر الهروي) والحرص الشديد على المطالعة والاستفادة لا يحمد في كل المواطن، ما ضر المترجم لو انتظر قليلا حتى يرجع شيخه أبو ذر إلى منزله؟ .
ورجع إلى القيروان بعد وفاة شيخه القابسي سنة ٤٠٣/ ١٠١٢ ثم عاد للرحلة إلى المشرق في خلال سنة ٤٢٥/ ١٠٣٣.
وابتدأ أبو عمران حياته التدريسية بإقراء القرآن الكريم بعد رحلته الأولى إلى المشرق، ثم ترك الإقراء ودرس الفقه والحديث.
وكان أبو عمران محدثا حافظا عارفا بأسماء الرجال ومقرئا ضابطا وفقيها محققا راسخ القدم في علم الكلام يقول الشعر انتهت إليه الرئاسة العلمية بالقيروان، أخذ عنه خلق كثير من القيروانيين والأندلسيين والسبتيين والفاسيين فممن أخذ عنه أبو القاسم السبوري، وأبو محمد الفحصلي وتفقه به عبد الله بن رشيق القرطبي واختص به، وفي شيخه أبي عمران أكثر شعره، وهو نزيل القيروان وتوفي بمصر بعد منصرفه من الحج سنة ٤١٩/ ١٠٢٩، واستجازه من لم يلقه، وكان يجلس للمذاكرة والسماع