وكان من أثر هذه الهواية أن أصدر الشيخ عمر العجرة جريدة «القيروان» وأسند تحريرها إلى هؤلاء الشبان، وكان المترجم من أبرز محرريها.
أما في العاصمة فقد لازم نادي الشيخ محمد ماضور بداره الكائنة بنهج الكنز، ثم بالمدرسة الباشية وكان هذا النادي مثابة لكبار الأدباء والعلماء، كما كان يرتاده كثير من شداة الأدب وهواته وفي هذا النادي تعرف بشيخ الأدباء الشيخ محمد العربي الكبادي، ومن هنا توثقت بينهما الصلة كما كان يرتاد نادي الشيخ معاوية التميمي، ولما رجع إلى القيروان علم بالمدرسة القرآنية الوحيدة بها ولازم مجلس أديبي القيروان الشيخ صالح سويسي، والشيخ الشاذلي عطاء الله، وانكب على القيام بمهمته بجد وإخلاص، ثم صار مديرا لمدرسة الفتح التي علم بها أكثر من عشر سنوات.
وكان له نشاط أدبي متواصل يراسل الصحف اليومية والأسبوعية بانتظام وحتى بعض الصحف الجزائرية ويزود المدارس بالأناشيد الرائقة التي تتغنى بمجد العرب ومجد القيروان السالف ويضمن هاته الأناشيد من الحماس والمعاني الرائقة ما يجعلها مؤثرة في النفوس باعثة فيها العزة والنخوة.
وكان عاطفي المزاج مرهف الحس، حاد الذكاء وشعره يمتاز بالسهولة والعذوبة ولا يروقه من الشعر إلاّ ما كان على هاته الصفة، لذلك كان شديد الإعجاب بشعر حافظ إبراهيم، حتى كاد يحفظه كله وكان يتعصب له ويفضله على شوقي، وكان يهيم بشعر البحتري والموشحات الأندلسية وينسج على منوالها.
وموضوعات شعره هي موضوعات الشعر العربي المعروفة، فقد نظم في الغزل كثيرا كما نظم في الوصف والاجتماعيات، وله مدائح ومراث وله قصائد حماسية يتغنى فيها بأمجاد القيروان والأمة العربية، كما