كلامية، ولا تحسب أنا نفعل ذلك إزراء بالمازري وحطا من قدره لا وهديل بيننا طريق الوهم عليه وهو معذور، فإن المرء إذا ظن بشخص سوءا قلما أمعن بعد ذلك النظر في كلامه بل يصير بأدنى لمحة أدلت يحمل أمره على السوء ويكون مخطئا في ذلك إلاّ من وفقه الله تعالى ممن يرى من الأغراض ولم يظن إلاّ الخير، وتوقف عند سماع كل كلمة، وذلك مقام لم يصل إليه إلاّ الآحاد من الخلق، وليس المازري بالنسبة إلى هذين الإمامين من هذا القبيل، وقد رأيت ما فعله في حق إمام الحرمين في مسألة الاسترسال التي حكينا في ترجمة الإمام في الطبقة الرابعة، وكيف وهم على الإمام، وفهم عنه ما لا يفهمه العوام، وفوق نحوه سهام الملام إلى أن قال: وهذا المازري كان رجلا فاضلا ذكيا، وقال بعده وأما المازري لأنه مغربي، وكانت المغاربة لما وقع لهم كتاب الإحياء لم يفهموه فحرقوه فمن تلك الحال تكلم المازري ثم إن المغاربة بعد ذلك أقاموا عليه ومدحوه بقصائد.
ولا ينكر علو مرتبة المازري، ولكن كل حال لا يعرفه من لم يذقه أو يشرف عليه، وكل أحد إنما يتكيّف بما نشأ عليه ووصل إليه (طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي المطبعة الحسينية ٤/ ١٢٢، ١٣٠).
٣ - شرح البرهان لإمام الحرمين وقد قال التاج السبكي عن هذا الكتاب (البرهان) لغز الأمة.
٤ - شرح التلقين للقاضي عبد الوهاب في ١٠ عشرة مجلدات.
٥ - الفرائد في علم العقائد.
٦ - كشف الغطا عن لمس الخطا.
٧ - المعلم بفوائد مسلم، وهو شرح على صحيح مسلم، منه مخطوطة في خزانة الرباط وهي جيدة كتبت سنة ٦٢٩ كذا في الأعلام. وقال ابن