العابدين السنوسي، والمترجم وعثمان الكعاك كي تباشر نيابة عنهم تقديم القانون للحكومة والمفاوضة معها في شأنه، وقدمت هذه اللجنة القانون الأساسي الدوائر المسئولة يوم ١٥ ماي ١٩٢٤ ولم تتصل هذه الهيئة بمصادقة الحكومة إلى يوم إبعاده من تونس، فمات المشروع.
ثم شارك في تأسيس الرابطة القلمية في رمضان من سنة ١٣٤٢/ ١٩٢٤ ووضع لها القانون الأساسي وتوالت الاجتماعات مدة أشهر قليلة إلى أن صدر الأمر بإبعاده من تونس، فهمد المشروع ثم انهار.
وإزاء تضييقات الحكومة من الاكتتاب وجمع المال ومنع الاجتماعات العامة وملاحقتها، والضائقة المالية أخذت بخناق الحزب إذ أصبح لا يكاد يجد ما يكفي لدفع أجرة النادي ولا مرتبات صغار العمال، وهداه تفكيره هو وجماعة إلى تكوين فرقة تمثيلية من الشباب المنتمين للحزب، وسمّوها فرقة «السعادة» وأسندت إليه رئاستها وكانت مداخيل حفلاتها بعد دفع المصاريف الأكيدة تدفع لإعانة مال الحزب.
بعد الاستعداد الحسن والدعاية الكافية لتمثيل رواية طارق بن زياد، وقبل رفع الستار بنحو ساعة جاء أمر الحكومة بمنع تمثيل هاته الرواية.
في يوم السبت ٥ جوان ١٩٢٥ نفاه الاستعمار إلى الجزائر تخلصا من عناده في المقاومة ونشاطه الصحفي في فضح الاستعمار وأساليبه الملتوية بحجة أنه من الرعايا الجزائريين. وكان الاستعمار يريد تسديد ضربة قاسية إلى الحزب بإبعاد العناصر النشيطة القوية فيه، فأبعد العناصر التونسية ذات الأصل الجزائري كالمترجم، والشيخ عبد الرحمن اليعلاوي الذي نفي إلى الجزائر أيضا (ووالداهما جزائريا الأصل) والعناصر الجزائرية كالشيخ إبراهيم طفيش الذي نفي من تونس فاختار القاهرة مقرا له وتوفي بها، والشيخ صالح بن يحيى الذي أرجع إلى وادي