إلى أن رقي إلى رئاسة القسم الثاني بالوزارة الكبرى، ثم رئاسة القسم الثالث بها، وظل به إلى أن توفي يوم الخميس الثاني عشر من شوال ٧ سبتمبر.
ومما يذكر أنه كان يشكو داء الصدر والقلب أو ما يسمى بالمرض الإفرنجي وهو مرض وراثي. وكان لا يختلف عن رجال عصره في إحاطته بمعارف العصر وإنتاجه المتعدد، فهو مؤرخ وكاتب رسائل وشاعر، ووصف بأنه أديب بارع وكاتب بليغ.
وأسلوبه في نثره الفني صورة لأساليب كتاب العصر الحسيني تحمل طابع التكلف والتصنع لتهالكه على المحسنات البديعية، وبالرغم من الجهد الذي بذله في انتقاء اللفظ وسبك العبارة فإنه عديم التأثير على القارئ، وهذا يرجع إلى أسلوبه المتكلف وتفاهة موضوعاته، وجميع مكاتباته لا تخرج عن التقريظ والإطراء المفرط، وكلما أمعن في المديح ازداد ضعفه.
وقد كان الحلقة الأخيرة من كتاب ديوان الإنشاء المتصنعين المتكلفين إذ بعده بدأت هذه المدرسة في الانحلال والتلاشي بظهور النثر المرسل في صحيفة «الرائد»، وازدهار فن المقالة بها. وشعره من حيث الطابع الفني والموضوع صورة للشعر الحسيني، فلقد شطّر، وعارض قصائد لشعراء الشرق والأندلس مثل علي بن الجهم، ولسان الدين بن الخطيب، ومدح الملوك والوزراء على مثل شعراء عصره، وتغزل كما تغزلوا، ووصف مجالس لهوه وأنسه كما وصفوا.
ويبدو أنه كان له إلمام باللغة الإيطالية كما يشير إلى ذلك قوله (من قصيدة غزلية):
تقول أترضى اليوم أنك ثالث؟ ! ... فقلت بنعم «سي سي قراسي بونو»