ومن نزلائهما، سمع من عبد الرحمن بن مخلوف، وغيره، وفي القاهرة من علي بن عمر الواني المتفرّد برواية حديث الحافظ السلفي، ومن قاضي القضاة بدر الدين إبراهيم بن جماعة وعزّ القضاة فخر الدين عبد الواحد بن المنبّر، وأبي حيّان الأندلسي النحوي، وقطب الدين عبد الكريم الحلبي المحدّث المؤرّخ، وتدبّج معه، وبدمشق من القاسم بن محمد بن عساكر، وتدبّج مع الحفّاظ البرزالي، والذهبي، والمزّي، وبالخليل من إبراهيم الجعبري، وبمكة من الرضي الطبري وغيره.
ومن مشاهير تلامذته لسان الدين بن الخطيب الأندلسي، وأبو سعيد بن لب الأندلسي، وابن مرزوق التلمساني، وعبد الرحمن بن خلدون، وابن عرفة، وابن فرحون صاحب «الديباج المذهب» وابن جزي الأندلسي مدوّن رحلة ابن بطوطة، وغيرهم في المشرق والمغرب.
قال الخطيب ابن مرزوق «وعاشرته كثيرا سفرا وحضرا، وسمعت بقراءته، وسمع بقراءتي، وقرأت عليه الكثير وقيدت من فوائده وأنشدني الكثير، فأول ما قرأت عليه بالقاهرة، وقرأت عليه بمدينة فاس، وبظاهر قسنطينة، وبمدينة بجاية، وبظاهر المهدية، وبمنزلي من تلمسان، وقرأت عليه أحاديث عوالي من تخريج الدمياطي، وفيها الحديث المسلسل بالأولية، وسلسلته عنه من غير رواية الدمياطي بشرطه، ثم قرأت عليه كتاب الموطأ رواية يحيى بن يحيى، وأعجله السفر فأتممته عليه في غير القاهرة، ومعوّله على الشيخين قاضي القضاة أبي العباس بن الغماز الخزرجي، وهو أحمد بن محمد بن حسن، والشيخ أبي محمد بن هارون، وهو عبد الله بن محمد القرطبي الطائي الكاتب المعمر الأديب بحق سماعه لأكثره على الأول، وقراءته بأجمعه على الثاني إلى أن قال: «ثم قرأت عليه كتاب الشفا لعياض».