واسعة من المدارس إلى أن أحيل على التقاعد سنة ١٩٢٩، وكان قصده من كل ذلك إيقاظ الضمير الوطني، وحفظ الذاتية التونسية من الإدماج بواسطة تعليم عصري للغة العربية والدين الإسلامي.
وفي سنة ١٩٢١ سلّم سريا تقريرا عن التعليم إلى أصدقائه الدستوريين، وكلّفه الشيخ عبد العزيز الثعالبي ليحرّر فصلا عن التعليم في كتابه «تونس الشهيدة».
وعند إحالته على التقاعد كان تعليم اللغة العربية على أحدث المناهج البيداغوجية منتشرا في كامل البلاد في مئات من المدارس الفرنسية الغربية، وأنشأ امتحانات ونظّمها، وهذا كله من غير اصطدام أو إثارة شكوك للمتفوقين من طواغيت الاستعمار الأعداء الألدّاء لكل ثقافة تونسية. وعمله الإنشائي والتنظيمي للتعليم كان مقترنا بخطة التفقد، وهو المتفقد الوحيد لكامل القطر التونسي مدة تقرب من ربع قرن والإنسان يقدّر له عمله المثمر الممتاز.
كان من سنة ١٩٣١ إلى سنة ١٩٤٥ مقررا لميزانية التعليم بالمجلس الكبير، أو عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، وعضوا في المجلس الأعلى بتونس، أو عضوا في مجلس إصلاحات تعليم جامع الزيتونة، وفي كل هذه المسئوليات في المؤسسات المذكورة واصل بدون كلل وبشجاعة الدفاع عن المبدأ الذي خصّص له حياته، وهو نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
وفي غداة الحرب العالمية الثانية طالب بالاستقلال الداخلي لتونس في أثناء خطاب له بالمجلس الكبير بصفته قيدوم المجلس.
توفي في ٩ نوفمبر ١٩٥٠.
له كتاب الطريقة العصرية (٢ جزءان) الأول لتعليم العربية في