على إسقاطه في امتحان شهادة التطويع، فجالت الوساوس برأسه، واستنجد بشيخه محمد بن القاضي لحمايته من مثل هذا فطمأنه بأنه لا يظلم ويقع إنصافه، والشيخ النيفر له ديانة تصونه عن الانزلاق في مثل ما توهم.
وتخرّج من جامع الزيتونة محرزا على شهادة التطويع بتفوق سنة ١٣٤٤/ ١٩٢٥، وتابع دروس مدرسة الحقوق التونسية وتحصّل على شهادتها سنة ١٩٢٧.
وشارك في مناظرة الحاكمية سنة ١٩٣٠ حيث نجح حاكما في المحاكم العدلية التونسية، وفي السنة نفسها نجح في مناظرة الوكالة (المحاماة)، وفي السنة الموالية زاول مهنة الوكالة بصفاقس، وزفّت الخبر جريدة «النهضة» مهنئة له، وكذلك جريدة «النديم»، ولبث مباشرا لهاته المهنة وقدم صفاقس لأول مرة بصحبة صديقه الأديب الشاعر سعيد أبي بكر، والتقى في مكتبة محمد اللوز بالسادة: حامد قدور، والشيخ محمد بن إسماعيل، والشيخ محمد المزيو، ويوسف بن حميدة، وتعرّف بهم وتعدّدت بينهم اللقاءات في هذه المكتبة، وتولّد عن هذه اللقاءات جمعية كوكب الأدب، وجمعية الشبان المسلمين، ومجلة مكارم الأخلاق، ولبث مباشرا لمهنة الوكالة «المحاماة» بصفاقس مدة نصف قرن، إلى أن تقدمت به السن، وأنهكه مرض السكر، فأحيل على التقاعد قبل وفاته بنحو سنتين، كتب في الصحف والمجلات بحوثا في الأدب والنقد والتراجم، وله نشاط في الجمعيات الثقافية فكان عضوا في جمعية كوكب الأدب، وعضوا في اللجنة الثقافية الجهويّة.
توفي بصفاقس يوم الخميس الثاني من صفر ١٤٠٣ الموافق للثامن عشر من نوفمبر ١٩٨٢، ودفن بمقبرة الشعري في اليوم الموالي