اللاذعة، صدرت سنة ١٩٠٩ ولم يكتب لها طول البقاء إذ عمدت السلطة للقضاء عليها وهي في مهدها، ومن يعرف قلة قراء الجرائد في ذلك العصر يدرك ما بذله من تضحيات جسيمة لخدمة وطنه وخدمة الصحافة.
وقد حلل أسلوبه الصحفي ومميزاته العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور فقال:«فالشيخ سليمان الجادوي صاحب جريدة «مرشد الأمة» روح كتابته روح حماسة إسلامية وطنية، ينهج في تحريره نهج التذمر والاحتجاج، ويحتدّ في مهاجمته ويتنمّر ويستقصي الحجج لموضوعه من كل وجه ولو كان على غير مبدئه قصدا إلى إفحام الخصم، ويبدو في طريقته الثبات على المبدأ إلى حد التطرف واليقين المطلق في النظرية التي يدافع عنها، وأكثر مقالاته نقد لمواقف رجال الحكم وتصرفاتهم بمقياس الخلق الديني والمبدأ الوطني، وأسلوبه البياني عربي متين يستمد من الثقافة الدينية، ويبالغ في تشنيع الصور، ولا يقتصد في كشف الحقيقة على ما يتصور فيها من شر، ولولا ما في تحريره من قلة الانسجام، واضطراب التسلسل المنطقي، وما يغرق فيه من الاستطرادات والبيانات اللغوية ومسائل العلوم الآلية التي ينبو عنها ذوق التحرير الصحفي، وما يعتري جمله أحيانا من لحن وسقم في التركيب لكان شيخ مدرسة المقال السياسي بحق، وإن كان ذلك لا ينزع عنه ما برز فيه لنظر التاريخ من أنه فارس الدفاع في سبيل الفكرة الدستورية الذي لا يتراجع ولا يلين» (١).
توفي بحمام الانف من ضواحي مدينة تونس الجنوبية في ٢٠ صفر من سنة ١٣٧٣/ ١٩ نوفمبر ١٩٥١.
له الفوائد الجمة في منتخبات مرشد الأمة ط سنة ١٣٤٣/ ١٩٢٥ بالمطبعة التونسية بسوق البلاط يحتوي على ٧٨٤ ص، وهو مشتمل على مختارات من مقالاته المنشورة في جريدة «مرشد الأمة»(وهي مقالات ذات صلة بالسياسة الوطنية التونسية أو بالقضايا الإسلامية).
(١) الحركة الأدبية والفكرية في تونس ص ١٣٢، امدني بهذه الترجمة مشكورا الأخ الصديق الأستاذ الصادق بن مرزوق في ٤/ ١٩٨٠/٢٦ وانظر القصة التونسية نشأتها روادها محمد صالح الجابري (تونس ١٩٧٥) ص ٥٠ - ٥٥.٦٧.