٣) مجالس العرفان ومواهب الرحمن، ط الدار التونسية للنشر بتونس في ٢ جزءين الجزء الأول ط سنة ١٩٧٢ والجزء الثاني سنة ١٩٧٣، الجزء الأول في ٢٤٨ ص والثاني في ٢٧٨ ص من القطع المتوسط قال المؤلف في تقديم الجزء الأول:«أما بعد فقد كنت في عهد غابر، وزمن دابر عقدت مجالس علمية، لشرح بعض الأحاديث النبوية مما أخرجه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحاج القشيري النيسابوري أو أحدهما في صحيحيهما، وكان المجلس يضم ثلة من شيوخنا ويحضره من العلماء الأعيان المحرزين قصب السبق في ميادين العلوم والفضل والاحسان من اجتمعنا بهم في حلق الدراسة، أو ضمنا اتحاد أو تقارب الزمان، ومن أخذوا عنا، وصاروا في المعارف ذوي شأن، وتجري مذكرات وبحوث أرق من النسيم البليل تسفر عن تحقيقات نفيسة، وتحل مشاكل جد عويصة، يشهدها جمع من الجمهور حريص على الاستفادة والتبرك بحضور مجالس الحديث النبوي.
ولما بلغت من الكبر عتيا وكان أكثر الجيل الحاضر لم يدرك هذه المجالس وكانت مشتتة الشمل مبعثرة الأجزاء لا تجمعها صلة قرابة، ولا رابطة تأليف، ولم تمسها يد الترتيب والترصيف خشيت أن يصيبها ضياع أو إغفال، فيتركها قابعة في زوايا الاهمال، فعزمت على لمّ شتاتها، وترتيبها وزيادة تهذيبها، وجمع فوائدها وتنسيق جواهرها وفرائدها».
وهو يعطي لكل مجلس عنوانا خاصا يحتفل في صياغته بالسجع والجناس مثاله: المجلس الأول الموسوم بقلائد الدر والعقيان في شرح باب بدء الأذان من صحيح البخاري العظيم الشان.
ويحتوي الجزءان على عشرين مجلسا، وفي كل مجلس يتبسط في شرح معاني الحديث، ويجره الكلام إلى تناول تحقيقات أصولية وتفسيرية ونحوية، ويناقش أحيانا بعض من لا يوافقهم في رأيهم من قدامى ومحدثين كالسعد التفتازاني، وابن قيم الجوزية، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وناهيك بمن يناقش هؤلاء الجلة المحققين، والظاهر أن هذه