بيحيى بن عمر، وأحمد بن أبي سليمان المعروف بابن الصواف، وحمديس القطان، ويحيى بن عبد العزيز، وحماس بن مروان، وغيرهم، وصحب لقمان بن يوسف، وذاكر أبا بكر بن اللبّاد وروى عنه الأصيلي، وأبو الحسن اللواتي، وسعيد بن ميمون، وأبو الحسن القابسي، وابن أبي زيد وغيرهم.
كان من شيوخ أهل العلم وحفاظ مذهب مالك من أهل الخير يميل إلى مذهب الشافعي وكان صالحا ثقة مأمونا عاقلا حليما نبيلا فصيحا، جيد الاستنباط. كان أبو محمد عبد الله ابن أبي زيد إذا نزلت به نازلة مشكلة كتب بها يبينها إليه، كان يدرس الواضحة لابن حبيب ولما وصل إلى مصر تلقاه نحو من أربعين فقيها لم يكن فيهم أفقه منه.
قال ابن شعبان: ما يزال بالمغرب علم ما دام فيه أبو العباس وقال: من أراد أن ينظر إلى فقيه فلينظر إليه وقال: ما يزال أهل المغرب بخير ما دام بين أظهرهم. وما عدا النيل منذ خمسين سنة أعلم منه.
وكان أبو الحسن القابسي يقول: ما رأيت بالمشرق ولا بالمغرب مثل أبي العباس، كان يفصل المسائل كما يفصل الجزار الحاذق اللحم.
وكان يحب المذاكرة في العلم ويقول: دعونا من السماع، ألقوا المسائل!
وكان قليل الفتوى كثير التواضع، وله فراسة لا تكاد تخطئ ويذكر أنه قال لأبي الحسن القابسي وهو يطلب عليه: والله لتضربنّ إليك آباط الإبل من أقصى المغرب. فكان كما قال.
كتب إليه أبو العباس أبو الفضل فضل بن نصر الباهي المعروف بابن الرائس [كامل]:
ماذا تريك حوادث الأزمان ... وصروفها وطوارق الحدثان
وأشد ما ألقى وأنضج للحشا ... عدم الوفاء وجفوة الإخوان
هذا أبو العباس واحد عصره ... وفقيهه والفائت الأقران
أنفت به أخلاقه عن وصلنا ... وسلامنا في السر والإعلان
إني أتيتك شاكيا ومخبرا ... أشكو إليك حوادث الأزمان
فكتب إليه الأبّياني:
دهرك - يا أبا الفضل - ذو تقلاب ... بريد العجائب والعجاب
فكن جليس بيتك مستوحشا ... من الناس والأهل حتى الإياب
له ترتيب السماسرة - مخطوط بالمكتبة الوطنية بتونس. نشره مع التعاليق اللازمة في مجلة (العرب) عثمان الكعاك (ينظر تأليفه العلاقات بين تونس وإيران ص ٤١ (تونس ١٩٧٤) وطبع بمطبعة العساني ببغداد ١٩٦٥ ص ٣ - ٢٢ مستلّ من مجلة كلية الشريعة ١١/ ١٩٦٥ باسم