ألسن الشعراء، وكانت فيه عزّة نفس لا يتنازل للتزلف إلى طواغيت الاستعمار، ولا يهادن في سبيل قوميته ومبادئه.
وشعره تقليدي، قوي النسج، متين السبك، جميل الايقاع، فيه رومانسية، وحوار، ودعوة قوية إلى البذل والفداء لتحرير الوطن، قال الناقد الكبير الذواقة مارون عبود في ختام كلامه عنه: «ومجمل القول يا سيد مصطفى أنك شاعر موهوب لا ينقصك إلا (الغربة) ليتك تقرأ روائع شعراء العالم، فلا تتكل على مخيلتك وحدها وإن كانت قوية».
قال الأستاذ رشيد الذوّادي:«لاحظت أن هذا الشاعر يندرج في الشعراء التقليديين، لكن بجانب هذا له محاولات في تقليد الرومانسيين من الشعراء مثل إبراهيم ناجي، وإيليا أبو ماضي، وأحمد زكي أبو شادي، وجبران خليل جبران، وأبو القاسم الشابي تلمس في شعره ازدواجية في الشكل والمضمون لقد حاول خريف أن يصيغ اشعاره على أنماط الشعر الحديث الذي لا يحفل بالموسيقى والقافية، نظم قصيدة بين جبل وبحر على هذا النسق حاول أن يستعمل الكثير من أدوات التعبير التي اعتاد أن يستعملها أدباء المهجر والمجددون بوجه عام ... سعى إلى تقليد المجددين حتى في المضامين لكنه لم يستطع في رأيي أن يتخلص في مواطن أخرى من التعابير اللغوية التي كانت تستعمل في العصرين الجاهلي والأموي
وخريف الذي عاش حياة بوهيمية، وأحب حلقات تحت السور، وواكب تاريخها السياسي والفكري أكثر من أربعين سنة يبدو لي شخصيا في شعره رؤية ومضامين هادفة وتأصلا».
وكان إلى جانب براعته في الشعر الفصيح يجيد الشعر الملحون الشعبي.
في سنواته الأخيرة اتعبه مرض السكر، ودخل المستشفى مرارا لمعالجته والحد من طغيانه إلى أن فارق الحياة وهو ما يزال في أوج فنه وذروة عطائه.